لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا} (22)

وصف حال المؤمنين عند لقاء الأحزاب فقال تعالى { ولمّا رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله } أي قالوا ذلك تسليماً لأمر الله وتصديقاً بوعده { وصدق الله ورسوله } أي فيما وعدا وهو مقابلة قول المنافقين { ما وعدنا الله إلا غروراً } وقولهم { وصدق الله ورسوله } ليس إشارة إلى ما وقع فإنهم كانوا يعرفون صدق الله ورسوله قبل الوقوع ، وإنما هو إشارة إلى البشارة في جميع ما وعد فيقع الكل مثل فتح مكة وفتح الروم وفارس ، وقيل إنهم وعدوا أن تلحقهم شدة وبلاء فلما رأوا الأحزاب وما أصابهم من الشدة قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله { وما زادهم إلا إيماناً } أي تصديقاً لله { وتسليماً } أي لأمره .