النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا} (22)

قوله تعالى : { وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأحْزَابِ . . . } الآية . فيه قولان :

أحدهما : أن الله وعدهم في سورة البقرة فقال

{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُم }

[ البقرة : 214 ] الآية . فلما رأوا أحزاب المشركين يوم الخندق { قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } قاله قتادة .

الثاني : ما رواه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذكرت الأحزاب فقال : " أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ أُمَّتِي ظَاهِرَةُ عَلَيهَا يَعْنِي قُصُورِ الحِيرَةِ وَمَدَائِنِ كِسرَى{[2213]} فَأبْشِرُوا بِالنَّصْرِ " ، فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله موعد صادق إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولَهُ } الآية .

{ . . . إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } فيه قولان :

أحدهما : إلا إيماناً وتسليماً للقضاء ، قاله الحسن .

الثاني : إلا إيماناً بما وعد الله وتسليماً لأمر الله .


[2213]:كسرى ساقط من نسخة ش.