الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا} (22)

وعدهم الله أن يزلزلوا حتى يستغيثوه ، ويستنصروه في قوله : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } [ البقرة : 214 ] فلما جاء الأحزاب وشخص بهم واضطربوا ورعبوا الرعب الشديد { قَالُواْ هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ } وأيقنوا بالجنة والنصر . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : « إنّ الأحزاب سائرون إليكم تسعاً أو عشراً » أي : في آخر تسع ليال أو عشر ، فلما رأوهم قد أقبلوا للميعاد قالوا ذلك . وهذا إشارة إلى الخطب أو البلاء { إيمانا } بالله وبمواعيده { وَتَسْلِيماً } لقضاياه وأقداره .