التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا} (22)

قوله : { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } لما عاين المؤمنون الأحزابَ يوم الخندق لم ييأسوا ولم يهِنوا مستسلمين خائرين كما يخور الجبناء والمنافقون ، بل ثبتوا على الحق متوكلين على الله معتصمين بحبله الذي لا ينقطع . وفي هذا الحال من ساعات الحرج والخوف والعُسرة { قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } الإشارة { هذا } ، عائدة إلى جيوش الأحزاب وإلى البلاء الذي نزل بهم وما صحب ذلك من شديد الكرب وبالغ الشدة . وقد قال المؤمنون فيلهم هذا استبشارا بالنصر الذي وُعدوا به من قبل . فلقد وعدم الله ورسوله بالنصر عقب ابتلائهم بالمحن وتمالؤِ المشركين عليهم . وهذا الذي حل بهم من الأحزاب يوم الخندق إيذان من الله بالنصر { وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا } أي لم تزدهم المحن ومعاينة الأحزاب من المشركين المعتدين إلا إيمانا بالله وثقة بوعده وتسليما لقضائه وقدره{[3716]} .


[3716]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 474 والكشاف ج 3 ص 256.