لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَقَالُواْ رَبَّنَا بَٰعِدۡ بَيۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَ وَمَزَّقۡنَٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (19)

{ فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا } وقرئ باعد بين أسفارنا أي اجعل بيننا وبين الشام مفاوز وفلوات لنركب فيها الرواحل ، ونتزود الأزواد فلما تمنوا ذلك عجل الله لهم الإجابة { وظلموا أنفسهم } أي بالبطر والطغيان { فجعلناهم أحاديث } أي عبرة لمن بعدهم يتحدثون بأمرهم وشأنهم { ومزقناهم كل ممزق } أي فرقناهم في كل وجه من البلاد كل التفريق قيل : لما غرقت قراهم تفرقوا في البلاد فأما غسان فلحقوا بالشام ومر الأزد إلى عمان وخزاعة إلى تهامة ومر الأوس والخزرج إلى يثرب ، وكان الذي قدم منهم المدينة عمرو بن عامر ، وهو جد الأوس والخزرج ولحق آل خزيمة بالعراق { إن في ذلك لآيات } أي لعبراً ودلالات { لكل صبار } أي عن المعاصي { شكور } أي لله على نعمه قيل ، من المؤمن صابر على البلاء شاكر للنعماء وقيل : المؤمن إذا أعطى شكر وإذا ابتلي صبر .