تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَقَالُواْ رَبَّنَا بَٰعِدۡ بَيۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَ وَمَزَّقۡنَٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (19)

{ فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا } وبعّدنا ربنا على الدعاء ، بطروا النعمة وشموا من طيب العيش وكَلّوا العافية فطلبوا الكد والتعب ، كما طلبت بنو إسرائيل البصل والثوم مكان المن والسلوى وقالوا : لو كان حسابنا كان أجدر أن نشتهيه ، وتمنوا أن يجعل الله بينهم وبين الشام مفاوز ليركبوا الرواحل فيها ويتزودوا الأزواد فجعل الله لهم الإِجابة { وظلموا أنفسهم } بالكفر والمعاصي { فجعلناهم أحاديث } يتحدث الناس بهم وتعجبوا من أحوالهم { ومزّقناهم كل ممزق } وفرقناهم تفريقاً ، قيل : أهلكناهم بعذاب الاستئصال فتمزقت أجسادهم ، وروي أنهم أهلكوا بالجوع والعطش { إن في ذلك } أي فيما تقدم { لآيات لكل صبَّار شكور }