تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَقَالُواْ رَبَّنَا بَٰعِدۡ بَيۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَ وَمَزَّقۡنَٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (19)

فلم يشكروا ربهم وسالوا ربهم أن تكون القرى والمنازل بعضها أبعد من بعض . { فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث } للناس { ومزقناهم كل ممزق } يقول الله عز وجل وفرقناهم في كل وجه ، فلما خرجوا من أرض سبأ ، ساروا ، فأما الأزد فنزلوا البحرين وعمان ، وأما خزاعة فنزلوا مكة ، وأما الأنصار وهم الأوس والخزرج ، فنزلوا المدينة ، وأما غسان فنزلوا بالشام ، فهذا تمزقهم ، فذلك قوله عز وجل :" كل ممزق" و "جعلناهم أحاديث" { إن في ذلك لآيات } يعني في هلاك جنتيهم وتفريقهم عبرة { لكل صبار شكور } آية يعني المؤمن من هذه الأمة صبور على البلاء إذا ابتلى أهل سبأ ، ثم قال : شكور لله عز وجل في نعمه .