جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَقَالُواْ رَبَّنَا بَٰعِدۡ بَيۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَ وَمَزَّقۡنَٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (19)

{ فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا } لما بطروا النعمة وملوا العافية طلبوا مفاوز يحتاجون في قطعها إلى زاد ورواحل وسير في حرور ومخاوف ويمكن أن يكون ذلك لئلا يتمكن الفقراء من تلك السفرة ، فيتطاولون عليهم وهذا كما طلب بنو إسرائيل الفول والعدس بدل المن والسلوى ، { وظلموا أنفسهم } : بالبطر ، { فجعلناهم أحاديث } : لمن بعدهم فصاروا ضرب مثل يقال : تفرقوا أيدي سبأ ، { ومزقناهم } فرقناهم في الأرض ، { كل ممزق } : كل تفريق بعض إلى الشام ، وبعض إلى عمان ، وبعض إلى العراق ، وهكذا { إن في ذلك لآيات لكل صبار } : عن المعاصي ، { شكور } : على النعم وهو المؤمن فإنه إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر ،