لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ} (16)

{ فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } أي عاصفاً شديد الصوت وقيل هي الريح الباردة فقيل إن الريح ثمانية ، فأربع منها عذاب وهي الريح الصرصر والعاصف والقاصف والعقيم وأربع منها رحمة وهي الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات قيل أرسل عليهم من الريح على قدر خرق الخاتم فأهلكوا جميعاً { في أيام نحسات } أي نكدات مشؤومات ذات نحس وقيل ذات غبار وتراب ثائر لا يكاد يبصر فيه وقيل أمسك الله عز وجل عنهم المطر ثلاث سنين ودأبت عليهم الريح من غير مطر { لنذيقهم عذاب الخزي } أي عذاب الذل والهوان وذلك مقابل لقوله { فاستكبروا في الأرض بغير الحق } { في الحياة الدنيا } أي ذلك الذي نزل بهم من الخزي والهوان في الحياة الدنيا { ولعذاب الآخرة أخزى } أي أشد إهانة { وهم لا ينصرون } أي لا يمنعون من العذاب .