صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

وجواب القسم : { إنا أنزلناه } أي ابتدأنا إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم يقظة{ في ليلة مباركة }

وهي على الصحيح : ليلة القدر . ووصفها بالبركة لزيادة خيرها ، ولاستتباع ما أنزل فيها منافع الخلق الدينية والدنيوية . ولله تعالى أن يخص بعض الأزمنة والأمكنة بما شاء من الفضل والخير ؛ فيفضل ما سواه . { إنا كنا منذرين } مخوفين ومحذرين ؛ أي لأن من شأننا وعادتنا الإنذار بالكتب المنزلة . والإنذار : إخبار فيه تخويف وترهيب ؛ كما أن التبشير إخبار فيه تأمين وترغيب .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

قوله : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } جواب للقسم ، فقد أنزل الله كتابه الحكيم وهو القرآن في ليلة وهي ليلة القدر . وهذه الليلة في فضلها وجلالها خير من ألف شهر . قال ابن العربي : البركة هي النماء والزيادة . وسماها مباركة لما يعطي الله فيها من المنازل ويغفر من الخطايا ، ويقسّم من الحظوظ ويبث من الرحمة وينيل من الخير .

لقد أنزل القرآن العظيم جملة واحدة في هذه الليلة العظيمة الفضلى . أنزله إلى السماء الدنيا ثم أنزل نجما نجما في سائر الأيام تبعا للأسباب والحوادث والوقائع .

قوله : { إنا كنا منذرين } جواب ثان للقسم ، أي أنزلنا القرآن لنبلغهم رسالة الحق ونبين لهم ما ينفعهم وما يضرهم .