الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (11)

قوله : { ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير } الآية [ 11 ] .

قوله : { استعجالهم بالخير } تقديره عند سيبويه : " تعجيلا مثل استعجالهم بالخير " {[30586]} ثم حذف تعجيلا ، وأقام صفته ( مقامه ){[30587]} ، ثم حذف صفته وأقام المضاف إليه مقامه{[30588]} ، وحكى{[30589]} " زيد : شرب الإبل " {[30590]} أي : يشرب شربا مثل شرب الإبل .

وقال الأخفش والفراء : التقدير : { ولو يعجل الله للناس }{[30591]} الشر مثل استعجالهم/ بالخير{[30592]} ، ثم حذف المضاف{[30593]} . ويلزمهما على هذا أن يجيزا . زيد{[30594]} الأسد فينصب " الأسد " أي : مثل الأسد{[30595]} . وهذا لا يجيزه أحد .

ومعنى الآية : ولو يعجل الله للناس إجابة دعائهم في الشر – أي : فيما عليهم فيه مضرة في نفس ، أو مال ، أو ولد ، وذلك عند الغضب – كما يستعجلون بالخير إذا دعوا في سؤالهم الرحمة ، والرزق .

{ لقضي إليهم أجلهم }[ 11 ] أي : لماتوا{[30596]} . قال مجاهد : هو قول{[30597]} الإنسان لولده ، ولماله إذا غضب{[30598]} : اللهم لا بتارك فيه والعنه{[30599]} ونحو ذلك ، و{[30600]} لو عجل الله الإجابة فيه كما يريدون أن تستعجل لهم الإجابة في الخير إذا دعوا لأهلكهم{[30601]} .

وقد قيل : إن هذا إنما هو قولهم{[30602]} .

{ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم }{[30603]} . فلو عجل لهم ذلك لهلكوا{[30604]} .

ثم قال تعالى : { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا }[ 11 ] ( معناه ){[30605]} : ندع{[30606]} الذين لا يخافون البعث ، لا نهلكهم إلى مدتهم ، ولكن نذرهم { في طغيانهم يعمهون }[ 11 ] أ ] : في ضلالتهم يتحيرون . وهو مثل قوله : { إنما نملي لهم ليزدادوا إثما }{[30607]} .


[30586]:ساقط من ق.
[30587]:ساقط من النسختين. والتصويب من النحاس.
[30588]:انظر: الكتاب 3/269، وإعراب النحاس 2/247، وإعراب مكي 1/375.
[30589]:ط: ابن زيد.
[30590]:انظر: إعراب النحاس 2/247.
[30591]:ساقط من ق.
[30592]:ط: بالخبر.
[30593]:انظر: معاني الفراء 1/458.
[30594]:ط: زيدا.
[30595]:انظر: إعراب مكي 1/375.
[30596]:انظر ه ذا التفسير في: تأويل مشكل القرآن 393، وغريب القرآن 194.
[30597]:ق: قوله.
[30598]:وزاد الطبري: إذا غضب (عليه).
[30599]:انظر هذا القول في: جامع البيان: 15/34.
[30600]:ساقطة من ط.
[30601]:انظر هذا التوجيه في: تفسير مجاهد: 379 – 380، ومعاني الفراء 1/458. وجامع البيان 15/35.
[30602]:ق: قوله.
[30603]:الأنفال: 32.
[30604]:انظر هذا التفسير في: الجامع 8/201.
[30605]:ساقط من ط.
[30606]:ط: أي ندع.
[30607]:سورة آل عمران: 178.