الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡيٗا وَعَدۡوًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (90)

قوله : { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون{[31552]} } إلى قوله : { لغافلون }[ 90-92 ] .

ومن قرأ ( إنه ) بكسر الهمزة{[31553]} ، فعلى الابتداء . وتقدير الكلام : آمنت بالذي كنت به مكذبا . ثم ابتدأ{[31554]} : إنه لا إله إلا{[31555]} الله .

وقيل : المعنى : صرت مؤمنا . ثم قال : ( إنه مستأنفا{[31556]} .

وقال أبو حاتم : القول محذوف ، والتقدير ، قال : آمنت فقلت{[31557]} : إنه{[31558]} ومن فتح{[31559]} فمعناه : آمنت بأنه ، ( فأن ) في موضع نصب بحذف الخافض . وعلى مذهب الكسائي في موضع خفض بتقدير الخافض . والمعنى : وقطعنا ببني{[31560]} إسرائيل البحر ، { فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا }[ 90 ] : أي : وظلما{[31561]} على موسى{[31562]} ، ومن معه .

وقرأ قتادة ( وعدوا ){[31563]} بالضم والتشديد{[31564]} حتى إذا{[31565]} أدركه الغرق [ 90 ] أي : أحاط به . وفي الكلام حذف . والتقدير : ( فغرقناه ) : ( حتى إذا أدرك الغرق ){[31566]} . ( قال عليه السلام : جعل جبريل يدس ، أي{[31567]} : يحشو في فم فرعون الطين مخافة أن تدركه الرحمة ){[31568]} .

( وروى ابن وهب{[31569]} أن فرعون بن عبد الله{[31570]} قال{[31571]} : بلغني أن جبريل عليه السلام{[31572]} ، قال : يا رسول الله ! والذي نفسي بيده ، ما ولد إبليس ، ولا آدم ولدا قط كان أبغض إلى{[31573]} من فرعون ، وإنه لما { أدركه الغرق قال أمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين }[ 90 ] فخشيت أن يعود لها{[31574]} فيرحم ، فقمت حتى{[31575]} أخذت تربة ، من تربة{[31576]} البحر ، فحشوتها في فيه ){[31577]} .

( وروي أن جبريل قال للنبي عليه السلام : لقد كببت في فيه الماء ، مخافة أن تدركه الرحمة{[31578]} ) .

وروي أنه{[31579]} قالها حين ألجمه الماء ، وأدركه الغرق .


[31552]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/187-188.
[31553]:ط: وجنوده بغيا وعدوا.
[31554]:وهي قراءة حمزة، والكسائي من السبعة، وخلف من العشرة، انظر: معاني الفراء 1/478، وجامع البيان 15/189، والسبعة 3330، والمبسوط 236، والحجة 336، والتيسير 123، والمحرر 9/87.
[31555]:ق: ابتداء.
[31556]:انظر هذا التوجيه في: الجامع 8/241.
[31557]:ساقط من النسختين.
[31558]:انظر هذا القول في: الجامع 8/241.
[31559]:وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبي عمرو، وابن عامر. انظرها: من القراءة السابقة.
[31560]:ق: بني.
[31561]:انظر هذا التفسير في: غريب القرآن 199.
[31562]:ط: صم.
[31563]:ق: وعدو.
[31564]:انظر هذه القراءة الشاذة في: جامع البيان 15/189، وعزاها في شواذ القرآن إلى الحسن، وأبي رجاء، وعكرمة. وانظر: الجامع 81/241.
[31565]:ط: مطموس.
[31566]:طمس أتى على السطرين الأولين من ص 190 في النسخة (ط).
[31567]:وانظر هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 15/189.
[31568]:هذا الحديث رواه الطيالسي، والحاكم، وأحمد، وأبو داود، والترمذي، عن ابن عباس، انظر مسند الإمام أحمد 1/240، وتحفة الأحوذي 8/525: كتاب التفسير سورة يونس، ومسند الطيالسي رقم 2618، والمستدرك 2/340، وفيه قول الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
[31569]:محمد، عبد الله بن وهب الفهري الفقيه، المصري، روى عن يونس، وابن جريج، وسواهما، وحدث عنه الليث وآخرون، كان مجتهدا، صنفه الشيرازي ضمن فقهاء المالكية، انظر: طبقات الفقهاء 155، والتذكرة 1/304.
[31570]:هو أبو عبد الله عون بن عبد بن عتبة بن مسعود الهذلي، من رجال الحديث، ثقة عابد يقال: إن مروياته عن الصحابة مرسلة (ت:115 هـ) وقيل: (120 هـ) انظر: التهذيب 8/171، وتقريب التهذيب 2/96.
[31571]:ط: (قال قال) وهو سهو من الناسخ.
[31572]:ط: صم.
[31573]:ق: علي.
[31574]:ط: مطموس.
[31575]:ق: حين.
[31576]:ساقطة من ق.
[31577]:انظر هذا الخبر في: الجامع 8/241.
[31578]:هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده رقم 2821، ورواه الترمذي في كتاب التفسير سورة يونس، انظر: تحفة الأحوذي 8/525، ورواه الطبري في جامع البيان 15/193 بلفظ آخر: لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر وأدسه فيه مخافة أن تدركه الرحمة. وكلهم عن ابن عباس.
[31579]:ط: أنه لما.