قوله : { ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه }[ 51 ] إنما خاطبهن لأنهن قلن ليوسف{[34574]} إذ رأينه : وما عليك أن تفعل ، فراودنه{[34575]} عن نفسه{[34576]} .
وقيل : إنه / خاطبهن من أجل أن امرأة العزيز فيهن ، فجعل الخطاب للجميع ، والمراد واحدة منهن . ودليل هذا جوابها وحدها ، إذ حكاه{[34577]} الله عز وجل{[34578]} ، عنها{[34579]} فقال : { قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق }[ 51 ] .
وقيل : إنما خاطبهن كلهن ، لأن يوسف{[34580]} لما قال : { فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن } ظن الملك أنهن كذبن{[34581]} وراودنه ، فسألهن عن ذلك ، فجاوبته امرأة العزيز ، وأقرت أنها هي الفاعلة .
وقيل : إنما جمعهن في الخطاب ، لأنهن قلن : { امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه } وأشعن{[34582]} ذلك فقلن لهن : هل علمتن ذنبه ؟
{ قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء }[ 51 ] فعند ذلك ، أقرت امرأة العزيز أنها هي راودته عن نفسه{[34583]} . فرجع الرسول ، فقال ذلك للملك{[34584]} فأحضر الملك النسوة . والكلام دل على الحذف .
ومعنى { حصحص الحق } : تبين وظهر وانكشف{[34585]} ، فقالت : { أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين }[ 51 ] في قوله : { هي راودتني عن نفسي } وذلك أنها اضطرت إلى أن تبلغ مراد الملك في صرف الإبهام عنه بالرؤيا التي شغلت قلبه ، فبرأت يوسف ليصح صدقه عند الملك ، ويعلم أن ما{[34586]} أفتى في الرؤيا حق ، فتعطفه{[34587]} عليه .
وحصحص{[34588]} مأخوذ من الحصة ، أي : بانت حصة{[34589]} الحق من حصة الباطل . وأصله ( حصحص ) ، ثم أبدل من الصاد الثانية حاء ، كما قال{[34590]} : { فكبكبوا }{[34591]} ، والأصل ( كذبوا ) وقيل : كبكب ، والأصل ( كبب ) وردرد والأصل ردد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.