الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ} (35)

قوله : { وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا } – إلى قوله – { غفور رحيم }[ 35-36 ] .

المعنى : واذكر يا محمد ! إذ قال إبراهيم : رب اجعل مكة ( بلدا ){[37333]} آمنا ، سكانه وأهله{[37334]} . فهذا إشارة إلى البلد ، والبلد نعت لهذا ، أو عطف بيان . و( آمنا ) مفعول ثان{[37335]} لجعل .

ثم قال تعالى حكاية عن قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم{[37336]} وعلى نبينا محمد وسلم : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام }[ 35 ] : أي : اجعلني وإياهم جانبا عن عبادتها{[37337]} .

وقيل : معناه أنقذني ، وإياهم من{[37338]} عبادة الأصنام{[37339]} . والصنم : التمثال المصور ، فإن لم يكن مصورا فهو وثن{[37340]} .

قال مجاهد : أجاب الله ، جل ذكره ، دعوة إبراهيم{[37341]} في ولده ، فلم يعبد أحد منهم صنما{[37342]} .


[37333]:ساقط من ق.
[37334]:انظر: هذا المعنى في: جامع البيان 13/228.
[37335]:ق: مفعول ثانيا، ط: مفعولا.
[37336]:ط: صم.
[37337]:انظر: الجامع 9/241.
[37338]:ق: عن.
[37339]:انظر: هذا المعنى في: غريب القرآن 233، وإعراب النحاس 2/371.
[37340]:وهو قول مجاهد في: جامع البيان 13/228.
[37341]:ط: صم.
[37342]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 13/228.