الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَئِن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَيۡرٞ لِّلصَّـٰبِرِينَ} (126)

قوله : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } [ 126 ] إلى آخر السورة [ 128 ] .

المعنى : وإن ظفرتم أيها المؤمنون بالمشركين فافعلوا بهم مثل ما فعلوا بكم { ولئن صبرتم }{[40124]} عن عقوبتهم وأحسنتم{[40125]} [ واحتسبتم{[40126]} ] عند الله [ عز وجل{[40127]} ] ما نالكم منهم{[40128]} للصبر خير الصابرين .

وهذه الآيات{[40129]} الثلاث{[40130]} : نزلن بالمدينة دون سائر السورة{[40131]} . نزلت{[40132]} حين أقسم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليمثلن بالمشركين إن ظفروا بهم كما فعل المشركون بحمزة وغير [ ه{[40133]} ] يوم أحد من التمثيل [ بهم . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه ما فعلوا بحمزة من التمثيل{[40134]} ] .

قال : " لئن ظهرنا{[40135]} عليهم لنمثلن{[40136]} بثلاثين رجلا منهم " . فلما سمع ذلك المسلمون قالوا : والله لئن أظهرنا{[40137]} الله عليهم لنمثلن{[40138]} بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب فأمرهم الله [ عز وجل{[40139]} ] أن يفعلوا بهم مثل ما فعلوا ، ولا يتجاوزوا إلى أكثر ، ثم أعلمهم أن الصبر وترك الانتقام بالمثلة خير وأحسن{[40140]} .


[40124]:ساقط من ق.
[40125]:ق: أحسنتم.
[40126]:ساقط من ق.
[40127]:انظر: المصدر السابق.
[40128]:ق: منها.
[40129]:ط: الآية.
[40130]:ط: الثلاثة.
[40131]:سبق الحديث عن الخلاف في المكي والمدني من هذه السورة في أولها. وحكى ابن العربي الإجماع على مدنية هذه الآيات انظر: الناسخ والمنسوخ لابن العربي 2/283.
[40132]:ط: نزلن.
[40133]:ساقط من ق.
[40134]:ساقط من ط.
[40135]:ق: أظفرنا.
[40136]:ط: لتمثلن.
[40137]:ق: أظفرنا.
[40138]:ط: لتمثلن.
[40139]:ساقط من ق.
[40140]:سبق تخريج هذا الأثر في أول السورة.