ثم قال [ تعالى{[38703]} ] ذكره : { أفمن يخلق كمن لا يخلق } [ 17 ] .
أي : الله الخالق لهذه الأشياء كلها الذي قد عددها وقدم ذكرها ، الرازق لكم ولها ، كالأوثان التي لا تخلق ولا ترزق .
ومعنى الآية التقريع{[38704]} والتوبيخ للمشركين الذين عبدوا ما لا ينفع ولا يضر وهي الأوثان والأصنام .
أي : تذكرون ما يتلى عليكم من النعم والقدرة والسلطان و[ أن{[38705]} ] الله هو المنفرد بذلك{[38706]} ، لا يقدر عليه غيره فيدعوكم ذلك إلى عبادة الله [ عز وجل{[38707]} ] ، وترك عبادة الأوثان ، وتعرفوا خطأ ما{[38708]} أنتم عليه من عبادتكم إياها ، وإقراركم لها بالألوهية{[38709]} ، كل هذا تنبيه وتوبيخ لهم لتقوم عليهم الحجة{[38710]} .
وقوله : { كمن لا يخلق } [ 17 ] .
يريد به الوثن ، وهو لا يعقل فوقعت له " من " . وإنما ذلك لأن العرب إذا أخبرت{[38711]} عمن لا يعقل بفعل من يعقل أجرت لفظه كلفظ من يعقل . فلما أنزلوا الأوثان في العبادة لها منزلة من يعقل ، أخبر عنها كما يخبر عمن يعقل . ومنها قوله { ومنهم من يمشي{[38712]} }/فأتى بمن ، لما أخبر عنها بالمشي كما أخبر عمن يعقل ، وكذا تفعل العرب : إذا خلطت من يعقل بمن لا يعقل غلبت من يعقل{[38713]} . وحكي عن العرب : " اشتبه علي الراكب وحمله ، فما أدري من ذا من{[38714]} ذا " {[38715]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.