ثم قال تعالى : { ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا } [ 67 ] .
معناه : ولكم أيضا أيها الناس عبرة فيما نسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب . و " ما " محذوفة من الكلام . والمعنى من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون . وإنما جاز الحذف لدلالة " من " عليها لأن " من " تقتضي التبعيض ، فدلت على الاسم المبعض فحذف{[39310]} .
وقال بعض البصريين التقدير : ومن ثمرات النخيل والأعناب شيء تتخذون ، وحذف شيء لدلالة الهاء في " منه " عليه{[39311]} .
فأما " السكر " [ ف{[39312]} ] قال{[39313]}/ابن عباس : " السكر " ما حرم الله [ عز وجل ]{[39314]} من شرابه ، و " الرزق الحسن " ما أحل من ثمرته ، يعني : الزبيب والتمر . وقال [ به{[39315]} ] ذلك . فلم يأمرنا بشربها ، إنما هو خبر عما أنعم عليهم به{[39316]} وقد قال أبو عبيدة السكر : الطعم{[39317]} يعني : الزبيب ، والعنب ، والثمر والرطب ، وقال غيره السكر ما يسد الجوع مشتق من سكرت النهر{[39318]} إذا سددته{[39319]} .
ثم قال تعالى : { إن في ذلك لآية لقوم يعقلون } [ 67 ] .
أي : إن في ما ذكر من النعم التي أنعمها عليهم لدلالة واضحة لقوم يعقلون عن الله [ عز وجل{[39320]} ] حججه [ و{[39321]} ] يفهمون عنه [ سبحانه{[39322]} ] مواعظه [ جلت عظمته{[39323]} ]{[39324]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.