{ فاسلكي سبل ربك ذللا } [ 69 ] .
أي : طرق ربك ، { ذللا } أي : متذللة{[39327]} . وقال مجاهد : لا يتوعر عليها مكان سلكته{[39328]} فيكون على هذا التأويل " ذللا " حالا{[39329]} من الضمير في اسلكي{[39330]} ، وهو قول : قتادة ، لأنه قال : معناه : فاسلكي سبل ربك مطيعة{[39331]} . وقال ابن زيد : الذلول : الذي يقاد ويذهب به حيث أراد صاحبه ، قال : فهم يخرجون بالنحل ينتجعون ويذهبون وهي بينهم . ثم قرأ :
{ أو لم يروا أنا خلقنا مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون }{[39332]} . فيكون ذللا على هذا التأويل حالا من النحل . واختار الطبري أن يكون{[39333]} حالا من السبل لقربه منها{[39334]} .
وقوله : { مختلف{[39335]} ألوانه } [ 69 ] ، أي : منه أبيض وأحمر{[39336]} .
وقوله : { فيه شفاء للناس } [ 69 ] .
قال مجاهد : الهاء في فيه ل[ ل{[39337]} ] قرآن ، وقال [ ب{[39338]} ] الحسن والضحاك{[39339]} ، أي : فيما قصصنا عليك من الآيات{[39340]} شفاء للناس ، وقيل : الهاء عائدة على العسل ، قاله : قتادة{[39341]} .
وقيل " للناس " : عام يراد به الخصوص . والمعنى : لبعض الناس ، لمن قدر الله [ عز وجل{[39342]} ] له أن يشفى بالعسل{[39343]} . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أخبار أنه العسل{[39344]} ، وهو قول : ابن عباس{[39345]} . وقال : ابن مسعود : عليكم بالشفاءين فإن الله جعل في القرآن شفاء وفي العسل شفاء{[39346]} . وقال : " العسل شفاء من كل داء ، والقرآن شفاء لما في الصدور " {[39347]} وكان ابن عمر لا يشكو قرحة ، ولا شيئا ، إلا وجعل عليها العسل حتى الدمل إذا كان به طلاه بعسل ، /فقيل له في ذلك فقال : أليس الله [ عز وجل{[39348]} ] يقول : { فيه شفاء للناس }{[39349]} [ 69 ] .
وروي أن عوف بن مالك الأشجعي{[39350]} مرض ، فقيل له : ألا نعالجك ؟ فقال [ نعم{[39351]} ] : ايتوني بماء سماء فإن الله يقول : { ونزلنا{[39352]} من السماء ماء مباركا }{[39353]} ، وإيتوني بعسل فإن الله يقول : { فيه شفاء للناس } [ 69 ] . وايتوني بزيت فإن الله يقول : { من شجرة مباركة زيتونة }{[39354]} فجاء بذلك ، فخلطه{[39355]} جميعا [ ثم شربه{[39356]} ] فبرىء{[39357]} .
ثم قال [ تعالى{[39358]} ] { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } [ 69 ] .
أي : إن في إخراج العسل من أفواه النحل كما يخرج الريق من فم{[39359]} أحدكم على اختلاف مطامعها ومراعيها إذ ترعى حامضا ومرا ما لا طعم له ، ثم تهتد[ ي{[39360]} ] إلى سلوك السبل وترجع إلى بيوتها ، لدلالة وحجة لمن تفكر في ذلك فيعلم أن الله على كل شيء قدير{[39361]} ، وأن العبادة لا تكون إلا له ، لا إله إلا هو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.