الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

ثم قال تعالى : { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } [ 71 ] .

أي : فضل بعضكم على بعض في الرزق الذي رزقكم في الدنيا فما{[39389]} الذين فضلهم الله [ عز وجل{[39390]} ] غيرهم في الرزق براد[ ي{[39391]} ] رزقهم على مماليكهم فيستوون فيه [ هم{[39392]} ] و/{[39393]}مماليكهم ، فهذا لا يرضونه{[39394]} لأنفسهم فيما رزقهم الله [ عز وجل{[39395]} ] من المال والأزواج [ وقد جعلوا{[39396]} ] عبيد [ سبحانه{[39397]} ] شركاء في ملكه ، فجعلوا له ما لا يرضونه لأنفسهم .

هذا كله مثل ضربه الله [ عز وجل{[39398]} ] لهم في عبادتهم الأصنام من دون الله [ سبحانه{[39399]} ] . فهو خطاب و{[39400]} توبيخ وتقريع للمشركين . فالمعنى أنتم لا يش[ ر{[39401]} ]ككم عبيدكم فيما أنعم الله به عليكم من المال ولا ترضون{[39402]} بذلك لأنفسكم فتكونون أنتم وعبيدكم في ذلك سواء ، فكيف رضيتم بأن جعلتم{[39403]} لله [ سبحانه{[39404]} ] شركاء من خلقه ، فعبدتم معه غيره ؟ فإذا كنتم تأنفون{[39405]} من مساواة عبيدكم بكم فيما في أيديكم [ من رزق الله{[39406]} ] فكيف رضيتم لرب العالمين بمساواة خلقه له فعبدتموهم ؟

وقيل : عنى بذلك الذين قالوا المسيح ابن الله من النصارى{[39407]} .

ثم قال [ تعالى{[39408]} ] { أفبنعمة الله يجحدون } [ 71 ] .

عبيدي معي في سلطاني ، وهو معنى قول قتادة{[39409]} . وقيل : معنى الآية أن من فضله الله [ عز وجل{[39410]} ] في الرزق لا يشارك فيه مملوكه وهو بشر مثله ، فكيف شركتم بين الله [ عز وجل{[39411]} ] وبين الأصنام فجعلتم له نصيبا وللأصنام نصيبا ؟ فلم يحسن عندكم أن تشاركوا عبيدكم [ فيما رزقهم{[39412]} ] [ وأنتم{[39413]} ] كلكم بشر ويحسن{[39414]} أن تشاركوا بين الله [ سبحانه{[39415]} ] والأصنام وليست كمثله ، لأنها مخلوقة . فإذا نزهتم أنفسكم عن مشاركة عبيدكم فيما رزقهم الله [ سبحانه{[39416]} ] فالله [ عز وجل{[39417]} ] أحق أن تنزهوه عن مشاركة الأصنام .


[39389]:ق: وما.
[39390]:ساقط من ق.
[39391]:انظر: المصدر السابق.
[39392]:ساقط من ق.
[39393]:ق: وو.
[39394]:ط: "لا يرضون به".
[39395]:ساقط من ق.
[39396]:انظر: المصدر السابق.
[39397]:ساقط من ق.
[39398]:انظر: المصدر السابق.
[39399]:ساقط من ق.
[39400]:كذا بالنسختين، ولعل الواو زائدة.
[39401]:ساقط من ق.
[39402]:ق: "ولا ترضونه".
[39403]:ق: جعلكم.
[39404]:ساقط من ق.
[39405]:ق: "تابعون".
[39406]:ساقط من ق.
[39407]:وهو قول ابن عباس، انظر: جامع البيان 14/142، والجامع 10/93.
[39408]:ساقط من ط.
[39409]:انظر: قول ابن عباس وقتادة في جامع البيان 14/142، وأحكام الجصاص 3/185، الدر 5/147.
[39410]:ساقط من ق.
[39411]:انظر: المصدر السابق.
[39412]:ساقط من ط، ولعله زيادة في ق.
[39413]:ساقط من ق.
[39414]:ق: فيحسن.
[39415]:ساقط من ق.
[39416]:انظر: المصدر السابق.
[39417]:ساقط من ق.