ثم قال تعالى : { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } [ 71 ] .
أي : فضل بعضكم على بعض في الرزق الذي رزقكم في الدنيا فما{[39389]} الذين فضلهم الله [ عز وجل{[39390]} ] غيرهم في الرزق براد[ ي{[39391]} ] رزقهم على مماليكهم فيستوون فيه [ هم{[39392]} ] و/{[39393]}مماليكهم ، فهذا لا يرضونه{[39394]} لأنفسهم فيما رزقهم الله [ عز وجل{[39395]} ] من المال والأزواج [ وقد جعلوا{[39396]} ] عبيد [ سبحانه{[39397]} ] شركاء في ملكه ، فجعلوا له ما لا يرضونه لأنفسهم .
هذا كله مثل ضربه الله [ عز وجل{[39398]} ] لهم في عبادتهم الأصنام من دون الله [ سبحانه{[39399]} ] . فهو خطاب و{[39400]} توبيخ وتقريع للمشركين . فالمعنى أنتم لا يش[ ر{[39401]} ]ككم عبيدكم فيما أنعم الله به عليكم من المال ولا ترضون{[39402]} بذلك لأنفسكم فتكونون أنتم وعبيدكم في ذلك سواء ، فكيف رضيتم بأن جعلتم{[39403]} لله [ سبحانه{[39404]} ] شركاء من خلقه ، فعبدتم معه غيره ؟ فإذا كنتم تأنفون{[39405]} من مساواة عبيدكم بكم فيما في أيديكم [ من رزق الله{[39406]} ] فكيف رضيتم لرب العالمين بمساواة خلقه له فعبدتموهم ؟
وقيل : عنى بذلك الذين قالوا المسيح ابن الله من النصارى{[39407]} .
ثم قال [ تعالى{[39408]} ] { أفبنعمة الله يجحدون } [ 71 ] .
عبيدي معي في سلطاني ، وهو معنى قول قتادة{[39409]} . وقيل : معنى الآية أن من فضله الله [ عز وجل{[39410]} ] في الرزق لا يشارك فيه مملوكه وهو بشر مثله ، فكيف شركتم بين الله [ عز وجل{[39411]} ] وبين الأصنام فجعلتم له نصيبا وللأصنام نصيبا ؟ فلم يحسن عندكم أن تشاركوا عبيدكم [ فيما رزقهم{[39412]} ] [ وأنتم{[39413]} ] كلكم بشر ويحسن{[39414]} أن تشاركوا بين الله [ سبحانه{[39415]} ] والأصنام وليست كمثله ، لأنها مخلوقة . فإذا نزهتم أنفسكم عن مشاركة عبيدكم فيما رزقهم الله [ سبحانه{[39416]} ] فالله [ عز وجل{[39417]} ] أحق أن تنزهوه عن مشاركة الأصنام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.