ثم ضرب مثلا آخر فقال : { وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم } [ 76 ] وهو المطبق{[39491]} الذي لا ينطق ولا يسمع{[39492]} . { وهو كل على مولاه } [ 76 ] أي : على وليه{[39493]} { هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم } [ 76 ] أي : هل يستوي القادر التام التمييز{[39494]} ، والعاجز الذي لا يسمع ولا يتكلم ولا يأتي بخير ؟ فهما لا يستويان عندكم{[39495]} لاختلاف أحوالهما ، وهما{[39496]} بشران ، فكيف سويتهم{[39497]} بين الله [ سبحانه{[39498]} ] والأحجار ؟ {[39499]} .
وقال مجاهد والضحاك : هذا مثل لله [ عز وجل{[39500]} ] ومن عبد من دونه{[39501]} . وقال قتادة : هو للمؤمن والكافر{[39502]} .
وقال ابن عباس : أنزلت هذه الآية : { ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء } [ 75 ] في هشام بن عمر ، وهو الذي لا ينفق{[39503]} ، ومولاه أبو الجوزاء{[39504]} الذي كان ينهاه{[39505]} .
وقوله : { [ و ]{[39506]} ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم } [ 76 ] الأبكم منهما : الكل على مولاه أسيد بن أبي العاصي ، والذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم{[39507]} عثمان بن عفان .
وقيل : الأبكم يعني به أبي بن خلف هو كالأبكم إذ لا ينطق بخير ، وهو كل على قومه كان يؤذيهم ويؤذي عثمان بن مظعون{[39508]} .
{ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل } [ 76 ] يعني : حمزة بن عبد المطلب . وقيل : هو مثل ضربه [ عز وجل{[39509]} ] لنفسه والصنم المعبود من دونه وهو الأبكم .
وقيل الفاضل من الرجلين عثمان بن عفان رضي الله [ عنه{[39510]} ] والأبكم مولى له كافر ، قاله : ابن عباس{[39511]} .
وقال مجاهد : الذي يأمر بالعدل ، هو الله [ عز وجل{[39512]} ] والأبكم ما يدعونن دونه من الأصنام .
أي : الحمد الكامل لله دون من يدعا من دونه من الأوثان{[39513]} .
قوله : { بل أكثرهم لا يعلمون } [ 75 ] .
أي : فعلهم فعل من لا يعلم ، وإن كانوا يعلمون{[39514]} . وقيل معناه : أنهم لا يعلمون وعليهم أن يعلموا .
وقيل إن قوله : { رجلين أحدهما أبكم } [ 76 ] إنما هو مثل للصنم لا يسمع ولا ينطق .
{ وهو كل على مولاه } [ 75 ] أي : كل على من{[39515]} يعبده ويلي أمره ، يحتاج أن يخدمه ويحمله وضعه{[39516]} .
{ أينما{[39517]} يوجهه لايات{[39518]} بخير } [ 76 ] .
أي : لا يفهم ما يقال له فيأتمر{[39519]} لمن أمره ، ولا يأمر ولا ينهى{[39520]} .
{ هل يستوي هو ومن يامر بالعدل } [ 76 ] .
أي : هل يستوي هذا الصنم ، والله الواحد القهار الذي يدعو إلى التوحيد وهو على صراط مستقيم . قاله : قتادة{[39521]} . وقيل : هذا المثل أيضا إنما هو للمؤمن والكافر{[39522]} .
واستدل بعض الفقهاء بهذه الآية أن العبد لا يملك{[39523]} . ومن جعل الآية مثلا لله [ سبحانه{[39524]} ] والصنم لم يكن فيها حجة [ له{[39525]} ] في العبد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.