الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدٗا مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَمَن رَّزَقۡنَٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنٗا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرّٗا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ يَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (75)

ثم قال تعالى : { ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء } [ 75 ] الآية .

هذا مثل ضربه الله [ عز وجل{[39475]} ] للكافر والمؤمن ، قال قتادة : قوله : { عبدا مملوكا لا يقدر على شيء } ، هذا مثل ضربه الله [ عز وجل{[39476]} ] للكافر رزقه الله مالا ، فلم يقدر فيه على [ خير{[39477]} ] ، ولم يعمل فيه بطاعة الله [ عز وجل{[39478]} ] ثم قال [ تعالى{[39479]} ] : { ومن رزقناه منا رزقا حسنا } [ 75 ] فهذا للمؤمن من أعطاه الله مالا يعمل فيه بطاعته فأخذ فيه بالشكر ومعرفة الله [ عز وجل{[39480]} ] ، فأثابه{[39481]} الله [ سبحانه{[39482]} ] علىا رزقه [ في{[39483]} ] الجنة{[39484]} .

ثم قال : { هل يستوون } [ 75 ]{[39485]} .

أي : هل يستوي هذان وهما بشران ؟ فكيف سويتم أيها المشركون بين الله وبين الحجارة التي لا تعقل ولا تنفع ولا تضر .

وقيل : " العبد المملوك " أبو جهل بن هشام ، و{ ومن رزقناه منا رزقا حسنا } [ 75 ] أبو بكر الصديق رضي الله عنه لا يستويان .

وقيل : " العبد المملوك " الصبي لأنه عاجز{[39486]} مربوب { ومن رزقناه منا رزقا حسنا } مثل لله{[39487]} رب العالمين ، لأنه يرزق المخلوقين ويلطف بهم من حيث [ يعملون ومن حيث{[39488]} ] لا يعلمون ، وهذا قول : مجاهد ، قال مجاهد : هو مثل لله الخالق{[39489]} ومن يدعى من دونه من الباطل{[39490]} .


[39475]:ساقط من ق.
[39476]:انظر: المصدر السابق.
[39477]:ساقط من ق.
[39478]:انظر: المصدر السابق.
[39479]:ساقط من ق.
[39480]:ساقط من ق.
[39481]:ط: فأتاه.
[39482]:ساقط من ق.
[39483]:ساقط من ط.
[39484]:انظر: قول قتادة في مشكل القرآن 484، وجامع البيان 14/149 وأحكام الجصاص 3/186، والدر 5/150.
[39485]:ق: {هل يستويان مثلا}. هي آية 24 من هود.
[39486]:ق: على عاجز.
[39487]:ق: الله.
[39488]:ساقط من ق.
[39489]:ق: الخلق.
[39490]:انظر : قول مجاهد في جامع البيان 14/149، وأحكام الجصاص 3/186 والدر 5/151.