قوله : { ولله غيب السماوات والأرض } [ 77 ] إلى قوله : { لآيات [ لقوم{[39526]} ] يؤمنون } [ 79 ] .
المعنى : [ لله{[39527]} ] ما غاب عن أبصاركم في السماوات والأرض دون ما{[39528]} سواه{[39529]} .
{ وما أمر الساعة إلا [ كلمح{[39530]} ] البصر } [ 77 ] .
أي : وما قيام الساعة ، التي ينشر فيها الخلائق للبعث ، إلا كنظرة من البصر ، أو أقرب من نظرة . لأن ذلك إنما هو ، أن يقال له : كن ، فيكون . وهذا إنما هو صفة لسرعة القدرة على بعث الخلق وإحيائهم ، كما يقال في تمثيل السرعة ما بين الشيء والشيء : ما بين الحر والقر إلا نومة ، وما بين السنة والسنة إلا لحظة . فهذا{[39531]} يراد به السرعة . والمعنى : أن الساعة في مجيئها للوقت الذي{[39532]} لا مدفع{[39533]} له بمنزلة لمح البصر . ومثله في القرب على التمثيل { سيعلمون غدا } فسمي يوم القيامة [ غدا{[39534]} ] على تمثيل القرب إذ لا مدفع له عن وقته . فالقيامة كغد لوقوعها لا محالة كوقوع غد . وقيل : إنها تقوم على الحقيقة في أقرب من لمح{[39535]} البصر ، ود[ ل{[39536]} ] على ذلك قوله : { لا تأتيكم إلا بغتة }{[39537]} .
وقيل معناه : و ما أمر الساعة عندنا إلا كلمح البصر لا عندكم ، كقوله : { وإن تعجب فعجب قولهم }{[39538]} أي : عجب عندكم وعند من سمعه لا عندي ويدل على هذا التأويل قوله : { يرونه بعيدا و{[39539]} نراه قريبا }{[39540]} .
ثم قال تعالى : { إن الله على كل شيء قدير } [ 77 ] .
أي : [ إن{[39541]} ] الله قدير{[39542]} على إقامة الساعة في أقرب من لمح البصر ، وعلى ما يشاء لا يمتنع عليه شيء من الأشياء كلها{[39543]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.