قوله : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها } [ 92 ] إلى قوله : { تعلمون } {[39749]} [ 93 ] .
والمعنى : أن الله [ عز وجل {[39750]} ] نهى عباده عن نقض الأيمان بعد توكيدها فيكونون {[39751]} كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أي من بعد إحكامه وإبرامه .
روي أن امرأة حمقاء كانت تفعل ذلك بمكة فكانت إذا أبرمت غزلها نقضته {[39752]} . وقيل : هي امرأة يقال لها ريطة {[39753]} بنت سعد {[39754]} كانت تغزل بمغزل كبير فإذا أبرمته وأحكمته أمرت جاريتها فنقضته {[39755]} . وقيل : هي امرأة اسمها حيطة {[39756]} كانت بمكة وكان بها وسوسة ، وكانت تغزل عند الحجر يومها ثم تغدو فتنقضه ، أي : تغزله جوانيا {[39757]} [ ثم تنقضه برانيا ] {[39758]} .
وقيل : [ هو {[39759]} ] مثل ، ولم يرد امرأة بعينها . والمعنى : لا تفعلوا هذا الفعل فتكونوا كامرأة نقضت غزلها بعد أن أحكمته . فلو بلغكم أن امرأة فعلت هذا لقلتم [ ما {[39760]} ] في الأرض أحمق من هذه . [ هذا {[39761]} ] معنى قول قتادة {[39762]} .
وقال قتادة : هو مثل ضربه الله [ عز وجل {[39763]} ] لمن نقض العهد {[39764]} .
و {[39765]} معنى : { دخلا {[39766]} بينكم } [ 92 ] خديعة وغرورا . أي : لا تجعلوا أيمانكم خديعة وغرورا بينكم ليطمئن إليكم وأنتم مصرون على الغدر {[39767]} ، وترك الوفاء فتنقضونها ولا توفون بها {[39768]} .
وقال الزجاج {[39769]} : { دخلا } أي : غشا و[ غلا {[39770]} ] . وهو منصوب لأنه مفعول له {[39771]} .
أي : تتخذون الأيمان للدخل {[39772]} ، أي للغش والخديعة .
والدخل في اللغة [ كل {[39773]} ] عيب . يقال : هو مدخول أي معيب {[39774]} ، وفيه {[39775]} دخل [ أي {[39776]} ] عيب {[39777]} .
ثم قال : { أن تكون أمة هي أربى من أمة } [ 92 ] .
أي : تفعلون الغدر {[39778]} في أيمانكم لأجل كون أمة أكثر من أمة فتنقضون عهد الأ[ ول {[39779]} ] لقلتهم وتحالفون الأكثر لكثرتهم {[39780]} .
ثم قال تعالى : { إنما يبلوكم الله به } .
أي : إنما يختبركم [ الله {[39781]} ] بأمره إياكم بالوفاء والعهد {[39782]} بالأيمان {[39783]} ليتبين منكم المطيع المنتهي إلى أمر الله [ عز وجل {[39784]} ] من العاصي {[39785]} المخالف أمره ونهيه {[39786]} .
ثم قال : { وليبين لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون } [ 92 ] .
أي : وليبين الله لكم يوم القيامة مجازاة كل فريق منكم على عمله في الدنيا {[39787]} .
واختلافهم هنا هو كون هؤلاء مؤمنين وهؤلاء كافرين . فهذا الذي اختلفوا فيه ، فيوم القيامة يتبين لهم المصيب من المخطئ . فهو وعيد [ لهم {[39788]} ] من الله [ عز وجل {[39789]} ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.