ثم قال : { واضرب لهم مثل الحياة الدنيا } [ 44 ] .
أي واضرب للمشركين يا محمد الذين رغبوا [ في الدنيا ] {[42878]} واختاروها على الآخرة فسألوك أن نطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه للدنيا
{ كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح } [ 44 ] .
أي كمطر أنزله الله من السماء { فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما } [ 44 ] فمثل الدنيا كمثل هذا النبات الذي حسن استواؤه بهذا المطر ثم انقطع عنه فعاد هشيما . أي : يابسا {[42879]} فتاتا { تذروه الرياح } [ 44 ] لا فائدة فيه {[42880]} . وكذلك الدنيا ، بينما الإنسان في غضارتها مغتبطا إذ أتاه الموت فيبطل {[42881]} كل ما كان فيه .
وقيل : معنى المثل المستحسن من الدنيا المشتهى المستحلى من نعمها ، كله [ يبطل {[42882]} ] ويفسد بالفناء والزوال والانقلاب من الحال المستحسنة [ إلى الحال المستقبحة ] {[42883]} كما انتقل النبات عن {[42884]} الخضرة والطراء إلى الجفاف والاسوداد والهلاك . فلا ينبغي لمن لطف نظره وصح {[42885]} تمييزه من الدنيا بما لا يبقى عليه ولا يحصل {[42886]} له نفعه .
ثم قال : { وكان الله على كل شيء مقتدرا } [ 44 ] .
أي قادرا لا يفوته شيء . ومعنى { وكان الله } فأتى بالخبر عن الماضي أنه على [ معنى : أن ] {[42887]} ما شاهدتموه من قوته ليس بحادث بل لم يزل على ذلك . هذا مذهب سيبويه {[42888]} . وقال : الحسن معناه : وكان مقتدرا عليه قبل كونه {[42889]} . وكذا الجواب عن كل ما أخبر الله [ عز وجل ] {[42890]} به عن نفسه بالماضي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.