ثم قال : تعالى ذكره : { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا } [ 9 ] .
أم : هنا بمعنى : بل . [ والمعنى {[42227]} ] أم حسبت يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا . فإن ما خلقت {[42228]} من السماوات والأرض وما فيهن من العجائب أعجب من أصحاب الكهف {[42229]} . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به الخلق كلهم .
وقال مجاهد : معنى الكلام : هم عجب {[42230]} وليس هو {[42231]} على طريقة الإنكار عنده . وقال قتادة : معناه : قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك {[42232]} . وعن ابن عباس أن المعنى : أم حسبت أن هؤلاء عجبا ، فإن الذي أتيتك {[42233]} من الكتاب والحكمة والعلم أفضل من شأن أهل الكهف {[42234]} والرقيم {[42235]} .
وهذا مما علمت اليهود قريشا أن يسألوا عنه محمدا صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك . فأخبره الله بقصصهم . وخبرهم بعد أن أبطأ عنه الوحي في ذلك خمس عشرة ليلة ، وقيل : أكثر .
والكهف : كهف الجبل ، آوى إليه القوم الذين {[42236]} قص الله [ عز وجل {[42237]} ] خبرهم في هذه السورة {[42238]} . وقال : الضحاك : الكهف الغار في الوادي {[42239]} . وقال ابن {[42240]} مالك : الكهف : الجبل .
و " الرقيم " {[42241]} : عند عكرمة وابن عباس فيما حكيا عن كعب : القرية {[42242]} وقال : قتادة : " الرقيم " الوادي الذي فيه أصحاب الكهف ، وقاله عطية العوفي {[42243]} . وعن ابن عباس : " الرقيم " الكتاب {[42244]} . وقال عكرمة {[42245]} : الرقيم القرية اسم لها .
وقال : [ ابن {[42246]} ] جبير/ " الرقيم " : لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف {[42247]} .
وقال ابن زيد : " الرقيم " : كتاب ، ولذلك الكتاب خبر ، فلم يخبرنا الله [ عز وجل {[42248]} ] عن ذلك الكتاب وعن ما {[42249]} بناؤه {[42250]} ، وقرأ :
{ وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون } {[42251]} { وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم } {[42252]} .
وعن ابن عباس أيضا أن " الرقيم " : الجبل الذي فيه الكهف {[42253]} ، وعن ابن عباس أن " الرقيم " : كتاب كتبه رجلان صالحان كانا في بيت الملك الذي فر منه الفتية أصحاب الكهف ، كانا يكتمان إيمانهما . فلما سد الكهف على الفتية كتبا شأن الفتية وخبرهم في لوحين من رصاص . ثم جعلاه في تابوت على المكان الذي سد به باب الكهف . وقالا : لعل الله يطلع على هؤلاء الفتية قوما صالحين فيعلمون شأنهم {[42254]} .
وقد روى عكرمة عن ابن عباس أنه قال : القرآن أعمله إلا { حنانا } {[42255]} و { لأواه } {[42256]} و { الرقيم } {[42257]} و{ غسلين } {[42258]} {[42259]} .
وقال أنس : بن مالك : " الرقيم " : آية الكلب {[42260]} وقال عكرمة : الرقيم الرواة . وقال السدي : هو الصخرة ، وقال الفراء : الرقيم لوح من رصاص كتب فيه أسماؤهم وأنسابهم ودينهم ومما هربوا {[42261]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.