الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَتۡ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا} (18)

ثم قال : { قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا } المعنى : أن مريم خافت من جبريل لما رأته في هيئة آدمي .

قال قتادة : ( خشيت أن يكون يريدها على نفسها ){[43992]} .

وقال{[43993]} السدي : ( فزعت منه لما رأته ، فتعوذت بالرحمن واستجارت به منه ){[43994]} .

ومعنى : { إن كنت تقيا } أي : إن كنت ذا تقوى وخوف من الله ، تتقي محارمه .

وقيل{[43995]} : المعنى : إني أستجير بالله منك إن كنت تتقي الله في استجارتي به منك .

قال وهب بن منبه : ( هو رجل من بني آدم معروف عندهم بالشر اسمه ( تقي ){[43996]} .

ف ( إن ) على هذه الأقوال للشرط ، وما قبلها جواب للشرط{[43997]} .

وقيل : { إن كنت تقيا } معناه : ما كنت .


[43992]:القول لابن جريج في جامع البيان 16/61.
[43993]:(الواو) سقط من (ز).
[43994]:انظر: جامع البيان 16/61.
[43995]:انظر: جامع البيان 16/61.
[43996]:(ز): تقيا، وانظر: القول في جامع البيان 16/61 والتسهيل 3/3.
[43997]:(ز): الشرط.