الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا} (29)

{ فأشارت إليه }[ 28 ] . أي : لما قالوا لها ذلك أشارت لهم إلى عيسى أن كلموه .

{ قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا }[ 28 ] . قال قتادة : ( المهد ) هنا حجر أمه{[44183]} .

و( كان ) هنا ، زائدة و( صبيا ) نصب على الحال ، والعامل فيه الاستقرار . والمعنى : كيف نكلم{[44184]} من في المهد صبيا لا يفهم مثله ، ولا ينطق لسانه بكلام{[44185]} .

وقيل{[44186]} : إن ( كان ) هنا بمعنى وقع . و( صبيا ) نصب على الحال ، والعامل فيه ( كان ) . والمعنى على هذا القول : كيف نكلم صبيا قد خلق في المهد .

وقيل{[44187]} إن من للشرط . و( صبيا ) حال . و( كان ) بمعنى : وقع وخلق أيضا . والمعنى على هذا ، من كان في المهد صبيا فكيف نكلمه . كما تقول : من كان لا يسمع ولا يبصر فكيف{[44188]} نخاطبه{[44189]} .


[44183]:انظر: جامع البيان 16/76 وزاد المسير 5/228 والدر المنثور 4/270.
[44184]:ز: يتكلم.
[44185]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/313.
[44186]:انظر: المصدر السابق.
[44187]:وهو قول الزجاج في معاني القرآن 3/328 وإعراب القرآن للنحاس 2/313.
[44188]:ز: كيف.
[44189]:ز: يخاطب تحريف.