الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ} (270)

قوله : ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ اَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ) [ 269 ] .

الهاء( {[8860]} ) " في ( يَعْلَمُهُ ) تعود على الإنفاق أو على النذر( {[8861]} ) . أي ما تصدقتم من صدقة لم تعقدوها على أنفسكم أو( {[8862]} ) نذرتم من نذر ، فعقدتموه على أنفسكم ، فإن الله يعلم ذلك ، أي يعلم من( {[8863]} ) تصدق ونذر لوجه الله ، ومن فعل ذلك للرياء .

و " ما " ( {[8864]} ) لمن ظلم نفسه فتصدق( {[8865]} ) لغير الله ، ونذر لغير الله .

قال الحسن( {[8866]} ) : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَا أَنْفَقَ النَّاسُِنْ نَفَقَةٍ أَعْظَمُ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَوْلٍ " .

وقال الحسن أيضاً عن النبي عليه السلام أنه قال( {[8867]} ) : " مَا أَنْفَقَ النَّاسُ مِنْ نَفَقَةٍ أَحَبُّ إِلَى الله مِنْ قَوْلٍ : سُبْحَانَ الله ، وَالحَمْدُ لله ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله( {[8868]} ) ، وَقِرَاءَةُ القُرْءَانِ( {[8869]} ) " .

وقال : " أَفْضَلُ النَّفَقَةِ مَا تُنْفِقُهُ عَلَى وَالِدَيْكَ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مَا تُنْفِقُهُ عَلَى وَلَدِكَ وَزَوْجَتِكَ وَعِيَالِكَ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مَا تُنْفِقُهُ عَلَى قَرَابَتِكَ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مَا تُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ الله " ( {[8870]} ) . هذا معنى الحديث .

قوله : ( مِنَ اَنصَارٍ ) [ 269 ] . أي ما للظالم من نصير ينصره يوم القيامة .


[8860]:- في ق: والواو.
[8861]:- انظر هذا التوجيه في: إعراب القرآن: 1/290، ومشكل الإعراب: 1/141.
[8862]:- في ع1: إن.
[8863]:- في ع2، ق: ما.
[8864]:- "ما" من قوله تعالى: (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنَ اَنصَارٍ) [269].
[8865]:- في ع3: وتصدق.
[8866]:- سقط من ق.
[8867]:- قوله: "ما أنفق الناس...أنه قال: ساقط من ع2.
[8868]:- قوله: "لا حول ولا قوة إلا بالله" ساقط من ع3.
[8869]:- انظر نحوهما في كنز العمال: 1/461.
[8870]:- انظر: مسند الشافعي: 266، ومسند الحميدي: 2/495.