قوله : ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَّشَاءُ ) [ 271 ] .
هذا مثل/ ( وَلاَ تَسْئَلْ عَنَ اَصْحَابِ الجَحِيمِ( {[8886]} ) )( {[8887]} ) ، على قراءة من رفع( {[8888]} ) ، أي ليس عليك سوى البلاغ المبين ، ولست عليهم بمسيطر . ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَّشَاءُ ) ، أي يوفقه للهداية .
وهذه الآية نزلت في المشركين لأن المؤمنين كانوا لا يتصدقون عليهم ليدخلوا في الإسلام ، فنزلت : ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ) إلى ( وَمَا( {[8889]} ) تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ )( {[8890]} ) [ 271 ] .
وقيل : " نزلت في أسماء بنت أبي بكر( {[8891]} ) امتنعت من بِر جدها [ أبي قحافة ]( {[8892]} ) إذ لم يسلم/ وغيره ، فتصدق عليهم " ( {[8893]} ) .
قال ذلك ابن عباس وابن جبير ، قالا : " كان ناس من الأنصار لهم قرابة ضعفاء مشركون فلا يتصدقون عليهم ، فنزلت الآية ، فتصدقوا عليهم " ( {[8894]} ) .
وروى ابن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان لا يتصدق على المشركين حتى نزلت هذه الآية فتصدق عليهم " ( {[8895]} ) .
وقال ابن زيد : " لك ثواب نفقتك ، وليس عليك من عمله شيء " ( {[8896]} ) .
وهذا إنما هو في التطوع ، فأما في الواجب فلا يعطى منه( {[8897]} ) إلا المسلمون( {[8898]} ) .
قال مالك( {[8899]} ) : " يتصدق على اليهود والنصارى من التطوع ، ولا يعطون من الواجبات لا من الزكاة ولا من صدقة الفطر ، ولا مما أشبههما " .
قوله : ( وَمَا تُنفِقُوا( {[8900]} ) مِنْ خَيْرٍ ) [ 271 ] .
أي ما تتصدقوا من مال –والخير المال- فإنه لأنفسكم تجزون به . [ روى أبو هريرة أن النبي( {[8901]} ) عليه السلام قال : " إِذَا تَصَدَّقَ العَبْدُ بِالصَّدَقَةِ وَقَعَتْ فِي يَدِ الله قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي كَفِّ السَّائِلِ فَيُرْبِيهَا( {[8902]} ) لِأَحَدِكُمْ كَمَا يُرْبِي( {[8903]} ) أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ( {[8904]} ) حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مَثْلَ أُحُدٍ " ( {[8905]} ) .
وتصديق ذلك في كتاب الله : ( يَمْحَقُ/ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ) [ 275 ] ، وقال : ( وَيَاخُذُ الصَّدَقَاتِ ) [ التوبة : 105 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.