قوله : ( لِلْفُقَرَاءِ الذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ [ اللَّهِ ]( {[8906]} ) ) [ 272 ] .
اللام متعلقة بقوله : ( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ ) للفقراء الذين من حالهم وقصتهم – ( يُوَفَّ إِلَيْكُمْ )( {[8907]} ) . وعني به فقراء المهاجرين بالمدينة . ومعنى : ( أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) : منعوا أنفسهم من التصرف( {[8908]} ) وحبسوها على جهاد عدوهم . قاله قتادة وغيره( {[8909]} ) .
وقال ابن زيد : " كانت الأرض للعدو ، فلا يستطيعون تصرفاً فهم محصورون( {[8910]} ) " ( {[8911]} ) .
وقال السدي : " معناه : حصرهم المشركون بالمدينة( {[8912]} ) " ( {[8913]} ) .
( لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الاَرْضِ ) [ 272 ] .
أي تقلباً( {[8914]} ) ولا تصرفاً في المعاش والتجارات .
وقال ابن جبير : " نزلت في قوم أصابتهم جراحات في سبيل الله ، فصاروا زمنى من أجل عدوهم ، أو من أجل حرصهم على الجهاد والغزو .
قوله : ( يَحْسِبُهُمُ ) [ 272 ] . بكسر السين وفتحها لغتان( {[8915]} ) ، ونظيره " نَعِمَ " و " يَئِسَ " ، يأتي المستقبل بالفتح والكسر( {[8916]} ) .
وحكى أبو إسحاق أن( {[8917]} ) مثله عهد ، يقال : يَعْهِدُ وَيَعْهَدُ( {[8918]} ) .
ومعنى ( يَحْسِبُهُمُ الجَاهِلُ ) .
أي الجاهل بأمرهم وحالهم ، أغنياء من تعففهم عن المسألة والتعرض لها( {[8919]} ) .
تعرفهم يا محمد بعلاماتهم( {[8920]} ) وهي السيماء وهي أثر السجود .
وقيل : هي الخشوع والتواضع . قاله مجاهد( {[8921]} ) .
وقيل : هي أثر الفاقة والحاجة . قاله السدي( {[8922]} ) .
وقال ابن زيد : " هي رثاثة ثيابهم ، / لأن الجوع خفي " ( {[8923]} ) .
ومن العرب من يمد السيماء ، ومنهم من يقول سيماء بالمد وزيادة ياء( {[8924]} ) بعد الميم .
قوله : ( لاَ يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ) [ 272 ] .
أي( {[8925]} ) إلحاحاً ، أي لا يشملون الناس بالسؤال( {[8926]} ) ، ومنه اللحاف( {[8927]} ) .
والمعنى : لا يكون منهم سؤال فيكون إلحافاً( {[8928]} ) .
وهو كقول امرئ القيس( {[8929]} ) :
" عَلَى لاَحِبٍ( {[8930]} ) لاَ يَهْتَدِي لِمَنَارِهِ( {[8931]} ) " ( {[8932]} ) .
أي ليس فيه منار فيهتدي به( {[8933]} ) .
ويقال : قد ألحف السائل إذا( {[8934]} ) ألح( {[8935]} ) .
ويقال : " أَلْحَفَ الرجل " و " أَلَحَّ " و " أَحْفَى " ( {[8936]} ) ، بمعنى واحد( {[8937]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.