الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (91)

قوله( {[2980]} ) : ( نُومِنُ( {[2981]} ) بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا( {[2982]} ) وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ ) [ 90 ] .

معناه( {[2983]} ) أنهم إذا قيل/ لهم : آمنوا بالقرآن ، قالوا : نؤمن بالتوراة ، ويكفرون بغيرها من جميع الكتب .

[ " ووراء " هنا بمعنى : " سِوَى " ( {[2984]} ) ] . وقيل : هي بمعنى " بعد " ( {[2985]} ) .

( وَهُوَ الحَقُّ ) [ 90 ] . أي( {[2986]} ) والذي بعد التوراة الحق مصدقاً للتوراة ، وهو القرآن [ لأن( {[2987]} ) ] كُتُب( {[2988]} ) الله يصدق بعضها بعضاً ، وفي( {[2989]} ) كل واحد منها( {[2990]} ) الأمر( {[2991]} )/بالتصديق بغيره من الكتب( {[2992]} ) .

قوله : ( فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ ) [ 90 ] .

أي : ( {[2993]} ) إن كنتم تؤمنون بالتوراة كما زعمتم ، فَلِمَ قتلتم الأنبياء ؟ ( {[2994]} ) .

قال كعب( {[2995]} ) : " كانت بنو إسرائيل يقتلون( {[2996]} ) سبعين( {[2997]} ) نبياً في يومهم ، وتقوم سوق بقلهم في آخر النهار " ( {[2998]} ) .

فقال : فلم تقتلون أنبياء الله ، وهو محرم عليكم في التوراة إن كنتم في/ ادعائكم أنكم تؤمنون بالتوراة صادقين .

والمراد بهذا آباؤهم ، كل ذلك تكذيب لهم وتعبير( {[2999]} ) .

" وتَقْتُلُونَ " بمعنى " قتلتم " ، أي : فلم قتل أسلافكم ودل على ذلك قوله : ( مِن قَبْلُ )( {[3000]} ) .

وقال في موضع آخر : ( قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالبَيِّنَاتِ وَبِالذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمُ/ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ )( {[3001]} )( {[3002]} ) . فأتى بلفظ الماضي على معنى : فلم قتلتم أسلافكم إن كنتم مؤمنين بما أنزل الله كما زعمتم .

وقيل : إنَّ( {[3003]} ) " إنْ " بمعنى " ما " ( {[3004]} ) والمعنى ما( {[3005]} ) كنتم مؤمنين إذ فعلكم( {[3006]} ) هذا ورضاكم( {[3007]} ) به مُتماد( {[3008]} ) . وإنما جاز أن يخاطبوا بذلك وهم لم يفعلوا لأنهم مقيمون على ما كان عليه أسلافهم من سفك الدماء وتغيير التوراة ، فخوطبوا( {[3009]} ) بما يخاطب به الفاعل لأنهم مثلهم وإن لم يفعلوا ، إذ( {[3010]} ) كان اعتقادهم لا يختلف فهم( {[3011]} ) مشاركون لهم في الفعل راضون بما صنع أسلافهم . فألزموا ما لزم( {[3012]} ) أسلافهم( {[3013]} ) من التقريع والمخاطبة( {[3014]} ) .


[2980]:- في ح، ع3: قوله: قالوا.
[2981]:- سقط من ع2.
[2982]:- في ع3: إلينا. وهو خطأ.
[2983]:- في ع2: ومعناه.
[2984]:- في ع3: ووراءها بمعنى موسى. وهو تحريف.
[2985]:- انظر: معاني الفراءؤ 1/60، ومجاز القرآن 1/47، وجامع البيان 2/348-349.
[2986]:- سقط من ع3.
[2987]:- سقط من ع1، ق.
[2988]:- في ع3: كتاب. وهو تحريف.
[2989]:- سقط من ع2.
[2990]:- في ع3: فيهما.
[2991]:- في ق: الأمن. وهو تحريف.
[2992]:- وهو معنى قول السدي. انظر: جامع البيان 2/349-350.
[2993]:- سقط من ع2.
[2994]:- انظر: جامع البيان 2/350.
[2995]:- هو كعب بن مانع الجميري أبو إسحاق. من مسلمة أهل الكتاب، الحبر، ثقة، حافظ. روى عن عمر بن الخطاب وصهيب. وروى عنه أبو هريرة وابن عباس (ت32هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 52. وتقريب التهذيب 2/135، والخلاصة 2/266.
[2996]:- سقط من ع2، ع3.
[2997]:- في ق: سبعون. وهو خطأ.
[2998]:- انظر: المحرر الوجيز 1/237.
[2999]:- في ع3: تغيير.
[3000]:- البقرة آية 24.
[3001]:- آل عمران آية 183.
[3002]:- قوله: (إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) ساقط من ع2، ح.
[3003]:- سقط من ع2، ع3.
[3004]:- انظر: تفسير القرطبي 2/30.
[3005]:- قوله: "والمعنى ما" ساقط من ع2، ح، ع3.
[3006]:- في ع3: جعلكم. وهو تحريف.
[3007]:- في ع2، ع3: وصاكم. وهو تحريف.
[3008]:- في ح: متمادي.
[3009]:- في ع3: وخوطبوا.
[3010]:- في ع3: إذا.
[3011]:- في ق: فيهم. وهو تحريف.
[3012]:- في ق: لزموا.
[3013]:- قوله: "فألزموا ما لزم أسلافهم" ساقط من ع3.
[3014]:- انظر: معاني الفراء 1/61، وجامع البيان 2/353.