{ وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله } وهو القرآن وقيل كل كتاب أي صدقوا بالقرآن أو صدقوا بما أنزل الله من الكتب { قالوا نؤمن بما أنزل علينا } أي التوراة { ويكفرون } الواو للحال { بما وراءه } أي بما سواه من الكتب ، قاله الفراء وبما بعده يعني الإنجيل والقرآن قاله أبو عبيده ، قال الجوهري وراء بمعنى خلف وقد يكون بمعنى قدام وأمام فهي من الأضداد ومنه قوله تعالى { وكان وراءهم ملك } أي قدامهم ، وفي الموازنة للآمدي وراء ليست من الأضداد إنما هو من المواراة والاستتار فما استتر عنك فهو وراء ، خلفا كان أو قداما إذا لم تره ولم تشاهده ، فأما إذا رأيته فلا يكون وراءك ومنه قوله تعالى { وكان وراءهم ملك } أي أنه كان أمامهم وصح ذلك لأنهم لم يعاينوه ولم يشاهدوه انتهى .
قال الخفاجي : وهذا لا ينافي قوله البيضاوي ولذلك عد من الأضداد لأن معناه أنه لما أطلق على خلف وقدام وهما ضدان عد ضدا تسمحا على عادة أهل اللغة ، وإن كان موضوعا لمعنى شامل لهما لأنه مصدر بمعنى الستر فيهما لكنه قد يستعمل بمعنى الساتر وقد يستعمل بمعنى المستور ، ولذا قال في القاموس هو من الأضداد من هو قدامه وما قدامه على من هو خلفه انتهى .
{ وهو الحق } يعني القرآن { مصدقا لما معهم } يعني التوراة { قل } يا محمد { فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين } بالتوراة وقد نهيتم فيها عن قتل الأنبياء ، وهذا تكذيب لهم لأن الإيمان بالتوراة مناف لقتل أشرف خلقه ، وهذا الخطاب وإن كان مع الحاضرين من اليهود فالمراد به أسلافهم ، ولكنهم لما كانوا يرضون بأفعال سلفهم كانوا مثلهم ، وفي الآية دليل على أن من يرضي بالمعصية فكأنه فاعل لها {[107]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.