وقوله : { بِمَا أنزَلَ الله } هو : القرآن ، وقيل كل كتاب ، أي : صدّقوا بالقرآن ، أو صدّقوا بما أنزل الله من الكتب { قَالُوا نُؤْمِنُ } أي : نصدّق { بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا } أي : التوراة .
وقوله : { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ } قال الفراء : بما سواه . وقال أبو عبيدة : بما بعده . قال الجوهري : وراء بمعنى خلف ، وقد يكون بمعنى قدّام ، وهي من الأضداد . ومنه قوله تعالى : { وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ } [ الكهف : 79 ] أي : قدّامهم ، وهذه الجملة ، أعني { ويكفرون } في محل النصب على الحال ، أي : قالوا نؤمن بما أنزل علينا حال كونهم كافرين بما وراءه ، مع كون هذا الذي هو وراء ما يؤمنون به هو الحق . وقوله : { مُصَدّقاً } حال مؤكدة ، وهذه أحوال متداخلة أعني قوله : { وَيَكْفُرونَ } وقوله : { وَهُوَ الحق } وقوله : { مُصَدّقاً } ثم اعترض الله سبحانه عليهم ، لما قالوا نؤمن بما أنزل علينا ، بهذه الجملة المتشملة على الاستفهام المفيد للتوبيخ ، أي : إن كنتم تؤمنون بما أنزل عليكم ، فكيف تقتلون الأنبياء ، وقد نهيتم عن قتلهم ، فيما أنزل عليكم ؟ وهذا الخطاب ، وإن كان مع الحاضرين من اليهود ، فالمراد به أسلافهم ، ولكنهم لما كانوا يرضون بأفعال سلفهم كانوا مثلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.