قوله : ( وَإِذَا اَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) الآية( {[3017]} ) [ 92 ] .
أخذ الله( {[3018]} ) ميثاق بني إسرائيل بأن يعملوا( {[3019]} ) بما في التوراة بقوة أي : بجد وعزم ونشاط وكان ذلك إذ رفع فوقهم الطور .
قوله : ( وَاسْمَعُوا ) [ 92 ] : أي : استمعوا ما أمرتم( {[3020]} ) به ، وتقبلوه بالطاعة .
( قَالُوا سَمِعْنَا ) [ 92 ] : أي : سمعنا قولك وعصينا أمرك .
وخرج في هذا من لفظ الخطاب إلى لفظ الغيبة كما قال : ( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ )( {[3021]} ) . وقد يخرج من الغيبة إلى الخطاب كما قال تعالى : ( الحَمْدُ لِلهِ )( {[3022]} ) ، ثم قال بعد ذلك : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )( {[3023]} ) .
قوله : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِم ) [ 92 ] . أي : حب العجل من أجل كفرهم .
وقيل( {[3024]} ) : المعنى إنهم( {[3025]} ) سقوا من الماء الذي ذري فيه براية العجل .
وقال السدي : " إنهم شربوا من الماء الذي ذري فيه سحالة( {[3026]} ) العجل بأمر موسى صلى الله عليه وسلم/ لهم . فمن كان يحبه خرج على شاربه الذهب فذلك قوله : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ ) .
وأولى هذه الأقوال قول من قال : حب العجل . لأن الماء لا يقال فيه : أشربته بمعنى " سقيته " ( {[3027]} ) .
وروي أنهم قالوا لموسى صلى الله عليه وسلم : " إن عبادة العجل أسهل علينا من عبادة الرحمن ، لأن العجل إن عصيناه لم يعذبنا ، والرحمن إن عصيناه/ عذبنا " . فأنزل الله : ( قُلْ بِيسَمَا يَامُرُكُم بِهِ( {[3028]} ) إيمَانُكُمْ ) .
قوله : ( قُلْ بِيسَمَا يَامُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمُ( {[3029]} ) ) [ 92 ] .
معناه أي : ( {[3030]} ) قل يا محمد : بئس الإيمان إيمان يأمركم بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، لأن التوراة تنهى عن الجحود بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وتنهى عن القتل وعن تبديل( {[3031]} ) ما أنزل الله وأنتم على ذلك مصرون( {[3032]} ) .
( إِن كُنْتُم مُّومِنِينَ ) [ 92 ] : أي : في قولكم إن كنتم تؤمنون( {[3033]} ) بما أنزل إليكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.