ثم قال تعالى : { اتل ما أوحي إليك من الكتاب } أي : اقرأ يا محمد ما أنزل عليك من القرآن . { وأقم الصلاة } أي : أدها بفروضها وفي وقتها . { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } .
قال ابن عباس : في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله جل ذكره{[54523]} . وقال ابن مسعود{[54524]} : من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد بها إلا بعدا من الله جل ذكره{[54525]} .
وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قول ابن مسعود{[54526]} . وهو قول قتادة{[54527]}وغيره .
وقيل : المعنى : إن الصلاة تنهى من كان فيها عن الفحشاء والمنكر فتحول بينه وبين ذلك لشغله بها{[54528]} .
وروي عن ابن عمر{[54529]} أنه قال : الصلاة هنا : القرآن . قال : القرآن الذي يقرأ في المساجد ينهى عن الفحشاء والمنكر{[54530]} . والفحشاء والمنكر والمعاصي .
ثم قال : { ولذكر الله أكبر } قال ابن عباس في معناه : ولذكر الله أكبر إذا ذكرتموه عندما أمركم به ، ونهى عنه أكبر من ذكركم إياه{[54531]} . وهو قول مجاهد وعكرمة{[54532]} وغيرهما . وروي ذلك عن أبي الدرداء{[54533]} . وقيل : المعنى : ولذكر الله إياكم أفضل من ذكركم إياه . وهو اختيار الطبري{[54534]} .
وقيل : المعنى : ولذكركم الله أفضل من كل شيء{[54535]} أي : ذكركم الله في الصلاة والدعاء وغير ذلك أفضل من الصلاة وسائر العبادات بلا ذكر .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعات مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها " {[54536]} وقال ثابت البناني{[54537]} : " بلغني أن أهل ذكر الله يجلسون إلى ذكر الله وإن عليهم من الآثام مثل الجبال ، وإنهم ليقومون منها عطلا ما عليهم منها شيء " .
وسئل/ سلمان{[54538]} عن أي الأعمال أفضل ؟ فقال : أما تقرأ القرآن ، { ولذكر الله أكبر } لا شيء أفضل من ذكر الله{[54539]} .
وقالت أم الدرداء{[54540]} : إن صليت فهو من ذكر الله ، وإن صمت فهو من ذكر الله وكل خير فعلته فهو من ذكر الله ، وكل شيء{[54541]} تجنبته لله فهو من ذكر الله ، وأفضل من ذلك تسبيح الله جل وعز{[54542]} .
وقال قتادة : ولذكر الله أكبر ، لا شيء أكبر من ذكر الله{[54543]} ، وقيل : المعنى : ولذكر العبد في الصلاة أفضل من الصلاة{[54544]} . قاله السدي{[54545]} .
وقيل المعنى : والصلاة التي أنت فيها ، وذكر الله فيها أكبر مما نهتك الصلاة عنه من الفحشاء والمنكر{[54546]} . وقيل : المعنى : ولذكر الله الفحشاء والمنكر كبير{[54547]} .
{ والله يعلم ما تصنعون } أي : ما تفعلون في صلاتكم من إقامة حدودها وغير ذلك من ترككم الفحشاء والمنكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.