قوله ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ ) الآية [ 112 ] معناها : ألزم الله المكذبين بمحمد الذلة وهي الصغار حيثما وجدوا ، فهم تحت أقدام المسلمين لا منعة لهم فهم( {[10619]} ) في ذلة وخوف ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ ) [ أي بسبب من الله ] ( {[10620]} ) . أو بسبب من المؤمنين ، فإنهم يأمنون( {[10621]} ) على أنفسهم ، وذرياتهم ، والذلة لا تفارقهم ، والسبب هو العهد إذ عوهدوا .
وتقدير الآية عند الكوفيين إلا أن يعتصموا بحبل من الله وحبل من المؤمنين ، ولذلك دخلت الباء( {[10622]} ) وهي متعلقة بهذا الفعل المحذوف . وقال بعض الكوفيين –أيضاً- : هو استثناء من الأول محمول على المعنى لأن المعنى ضربت عليهم الذلة بكل مكان إلا بموضع من الله .
وقال بعض البصريين : هو استثناء ليس من الأول( {[10623]} ) .
وقوله : ( أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ) تمام( {[10624]} ) ، ثم قال : ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ ) أي : لكنهم( {[10625]} ) ( يعتصمون )( {[10626]} ) بحبل من الله .
قوله : ( وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ) ، أي : تحملوا وانصرفوا ورجعوا به ، وحقيقته : لزمهم ذلك ، يقال : تبوأت الدار أي : لزمتها( {[10627]} ) .
( تم السفر الأول من كتاب الهداية إلى بلوغ النهاية والحمد لله الذي بعونه . . )( {[10628]} ) .
قوله : [ عز وجل ]( {[10629]} ) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ) أي : تبوءهم الذي باءوا به من غضب الله ، وضرب الذلة بدل مما كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ، فكأنهم ألزموا الذلة ، والغضب لفعلهم هذا ، ثم قال : ( ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ )( {[10630]} ) أي : فعل بهم ذلك بعصيانهم واعتدائهم كذلك في موضع نصب وهو ذلك الثاني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.