الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (101)

ثم قال :

( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمُ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ) [ 101 ] معناه : وعلى أي حال تكفرون أيها المؤمنون وآية الله تقرأ عليكم ورسوله ]( {[10517]} ) بين أظهركم يدعوكم إلى الحق ويبينه لكم ، فليس لكم عذر في ارتدادكم عن الحق ( وَمَنْ يَّعْتَصِم بِاللَّهِ ) أي : يمتنع به( {[10518]} ) ( فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صٍرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) .

قال ابن جريج : ( وَمَنْ يَّعْتَصِم بِاللَّهِ ) : من يؤمن بالله( {[10519]} ) .

وقال ابن العباس : كانت الأوس والخزرج بينهم حرب في الجاهلية كل شهر ، فبينما هم جلوس إذ ذكروا ما كان بينهم حتى غضبوا فقام بعضهم إلى بعض بالسلاح ، فنزلت هذه الآية ( وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ) ، ونزلت ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمُ إِذْ كُنْتُمُ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ )( {[10520]} ) .

وروي أن شاس بن قيس كبير اليهود دس على الأوس والخزرج من يذكرهم( {[10521]} ) ما كان بينهم من الحروب والدعاء طمعاً أن يفرق إلفتهم ، فلما ذكروا بذلك ثار بينهم شر حتى أخذوا السلاح ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ووعظهم وذكرهم بالله والإسلام ، فرجع القوم ، وعلموا أنها نزعة من الشيطان ، فبكوا وتعانقوا [ وانصرفوا ]( {[10522]} ) مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت الآيات في توبيخ أهل الكتاب على فعلهم وتذكير الأنصار ووعظهم( {[10523]} ) .


[10517]:- ساقط من (د).
[10518]:- انظر: أساس البلاغة 429.
[10519]:- انظر: جامع البيان 4/26-27.
[10520]:- انظر: المصدر السابق.
[10521]:- (د): يذكرهم.
[10522]:- ساقط من (أ).
[10523]:- انظر: جامع البيان 4/23.