قوله تعالى ذكره : { ولقد آتينا داود منا فضلا }10 إلى قوله : { من عبادي الشكور }13 .
أي : ولقد أعطينا داود منا فضلا وقلنا للجبال : { يا جبال أوبي معه } أي : سبحي معه إذا سبح قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد{[55776]} .
والتأويب في كلام العرب : الرجوع ومبيت الرجل في منزله وأهله ، وأصله من سرعة رجع أيدي الإبل وأرجلها في السير الحثيث وهو التأويب{[55777]} .
وقرئت " أوبي " بالتخفيف{[55778]} من آب يؤوب بمعنى تصرفي معه{[55779]} .
ثم قال : { والطير } فمن نصب فعلى معنى : سخرنا له الطير هذا قول أبي عمرو{[55780]} .
وقال الكسائي : هو معطوف على " داوود " أي : وآتيناه الطير{[55781]} .
ونصبه عند سيبويه على موضع يا جبال{[55782]} .
ويجوز أن يكون مفعولا معه ، فيكون المعنى : يا جبال أوبي معه ومع الطير .
وقد قرئ بالرفع{[55783]}/ على العطف على لفظ الجبال أو على المضمر في " أوبي " وحسن ذلك فرقت ب معه{[55784]} .
وقوله : { أن اعمل } أن لاموضع لها بمعنى أي{[55785]}ويجوز أن تكون في موضع نصب على معنى : لأن اعمل{[55786]} .
وقيل : التقدير وعهدنا إليه بأن أعمل ، وقاله الطبري{[55787]} .
قال قتادة : سخر الله له الحديد بغير نار{[55788]} ، فكان يسويه بيده ولا يدخله نارا ولا يضربه بحديد .
وروي أنه كان في يده بمنزلة الطين{[55789]} وهو أول من سخر له الحديد .
وقيل : أعطاه الله قوة يثني بها الحديد{[55790]} .
قال الحسن : كان داود يأخذ الحديد فيكون في يده بمنزلة العجين{[55791]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.