الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ} (26)

ثم قال تعالى : { يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض } أي : فغفرنا له ذلك الذنب ، وقلنا له ، يا داود ، إنا جعلناك خليفة في الأرض ، أي استخلفناك{[58252]} في الأرض من بعد من كان قبلك من رسلنا حكما بين أهل الأرض .

{ فاحكم بين الناس بالحق } أي : بالعدل والإنصاف .

{ ولا تتبع الهوى } أي : لا توثر هواك في قضائك على العدل فتجور في الحكم فيضلك هواك عن سبيل الله .

{ إن الذين يضلون عن سبيل الله } ، أي : يميلون عن الحق الذي أمر الله به .

{ لهم عذاب شديد } ، أي : يوم القيامة .

{ بما نسوا يوم الحساب } أي : بتركهم العمل ليوم القيامة .

قال عكرمة : هذا من التقديم والتأخير{[58253]} .

والتقدير عنده : لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا أي : بما تركوا أمر الله والقضاء بالعدل .

فالعامل في ( يوم ) في القول الأول : ( نسوا ) هو مفعول به والعامل فيه في القول الثاني ( لهم ) وهو ظرف .

وكان ابن عباس يسجد عند قوله : ( وأناب ) ، ويقول : { أولئك الذين هدى الله فبهداهم افتده } .


[58252]:ح: إني استخلفتك في الأرض.
[58253]:انظر: جامع البيان 23/97، وابن كثير 4/33.