الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (119)

قوله : { قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } آية [ 131 ] .

حكي عن المبرد أنه منع قراءة من نصب ( يوما ){[19024]} ، قال : لأنه ( خبر الابتداء ){[19025]} والنصب جائز عند غيره{[19026]} ، لأن المعنى : قال الله هذا لعيسى في { يوم{[19027]} ينفع الصادقين صدقهم }/ ، ف( يوم ) ظرف للقول ، وهو الناصب له{[19028]} .

وقيل : المعنى : هذا الأمر وهذا الشأن في { يوم ينفع الصادقين{[19029]} صدقهم } أي : في يوم القيامة ، فيكون العامل في ( يوم ) المضمر ، وهو ( الأمر ) و( الشأن ){[19030]} .

وقيل : هذا كله مقول يوم القيامة{[19031]} ، لقوله : { يوم يجمع الله الرسل }{[19032]} ولقوله { قال الله هذا يوم ينفع الصادقين{[19033]} } .

وقال بعض أهل النظر : لم يقصد{[19034]} عيسى إلى ( أن الله ){[19035]} يغفر لمن مات مشركا ، وإنما مقصده : وإن تغفر لهم الحكاية عني ( التي ){[19036]} كذبوا علي فيها ، والحكاية كذب ، ليست بكفر ، والكذب جائز أن يغفره { الله }{[19037]} .

وهو – عند الكوفيين – بناء{[19038]} : لأنه مضاف إلى غير متمكّن{[19039]} ، وهذا لا يجوز عند البصريين ، لأن الفعل معرب ، وإنما يبنى{[19040]} إذا أضيف إلى غير معرب كالماضي و( إذ ) وشبه ذلك{[19041]} ، والإضافة عند البصريين في هذا إنما هي ( إلى المصدر ){[19042]} .

وقال أبو اسحاق{[19043]} : حقيقته الحكاية{[19044]} .

ومعنى { يوم ينفع الصادقين صدقهم } : الذي كان في الدنيا ينفعهم في القيامة{[19045]} ، لأن الآخرة ليست بدار عمل ، ولا ينفع أحدا ( فيها ){[19046]} ما قال وإن أحسن ، ولو صدق الكافر ( وأقر{[19047]} ) بما عمل ، وقال{[19048]} : ( كفرت ) ( أو أسأت ){[19049]} ، ما نفعه . وإنما{[19050]} الصادق ينفعه صدقه الذي كان منه في الدنيا ، ( لا ){[19051]} في الآخرة .

قوله : { لهم جنات } أي : لهم في الآخرة – بصدقهم في الدنيا – جنات مخلدين فيها{[19052]} .

{ رضي الله عنهم ورضوا عنه } إذ{[19053]} وفّى{[19054]} لهم بوعده{[19055]} .


[19024]:انظر: المقتضب 2/54 و3/177 و178 و4/347 و348. والنصب قراءة نافع في المبسوط 189، وفي حجة ابن زنجلة 242، وفي الكشف 1/423.
[19025]:مخرومة في أ: ب: خير ما تبدأ. وانظر: إعراب النحاس 1/533. ورفع (يوم) (بعض أهل الحجاز وبعض أهل المدينة وعامة قَرَأَة أهل العراق) تفسير الطبري 11/241. وفي معاني الزجاج 2/224: (فعلى خبر: هذا اليوم) والرفع قراءة يعقوب والكسائي وابن كثير وعاصم وابن عامر وأبي جعفر وأبي عمرو وحمزة وخلف في المبسوط 189.
[19026]:وهم (بعض أهل الحجاز والمدينة): تفسير الطبري 11/241.
[19027]:ساقطة من د.
[19028]:انظر: معاني الزجاج 2/224، وإعراب مكي 244 و245، والكشف 1/424، وإعراب ابن الأنباري 1/311، وإعراب العكبري 477.
[19029]:كلها مطموسة إلا نادرا، مع بعض الخرم، وفي هامشها كلام تتعذر قراءته بفعل الخرم.
[19030]:انظر: تفسير الطبري 11/243، وهو اختيار.
[19031]:وكأن من قرأ (يوم) (رَفعا، وجَّه الكلام إلى أنه من قِبل الله يوم القيامة) تفسير الطبري 11/242.
[19032]:المائدة 111.
[19033]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها: الصادقين صدقهم. ب: الصادقين صدقهم.
[19034]:د: يقصه.
[19035]:ج: أنه.
[19036]:ساقطة من د.
[19037]:ساقطة من ب ج د. وحكاه الزجاج في معانيه عن المبرد 2/223 و224.
[19038]:وهو (في موضع رفع خبر: (هذا): إعراب العكبري 477.
[19039]:أي إلى الفعل.
[19040]:ب: يبنى. د: يتبنا.
[19041]:انظر: المقتضب 2/54.
[19042]:ج د: للمصدر. وانظر: معاني الزجاج 2/224 و225، وإعراب النحاس 1/533، 534، وحجة ابن زنجلة 242، وإعراب مكي 245، والكشف 1/424.
[19043]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب ج د: ابن.
[19044]:انظر: إعراب النحاس 1/534.
[19045]:انظر: تفسير الطبري 11/243 و244.
[19046]:ساقطة من ب ج د.
[19047]:ب ج د: فاقر.
[19048]:ب ج تد: فقال.
[19049]:مخرومة في أ. ج د: وابهات.
[19050]:ب ج د: فإنما.
[19051]:ساقطة من ب ج د.
[19052]:انظر: تفسير الطبري 11/244.
[19053]:مخرومة في أ.
[19054]:مخرومة في أ. ج د: وافى.
[19055]:ب ج د: بعهده. وانظر: تفسير الطبري 11/245.