قوله : { قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } آية [ 131 ] .
حكي عن المبرد أنه منع قراءة من نصب ( يوما ){[19024]} ، قال : لأنه ( خبر الابتداء ){[19025]} والنصب جائز عند غيره{[19026]} ، لأن المعنى : قال الله هذا لعيسى في { يوم{[19027]} ينفع الصادقين صدقهم }/ ، ف( يوم ) ظرف للقول ، وهو الناصب له{[19028]} .
وقيل : المعنى : هذا الأمر وهذا الشأن في { يوم ينفع الصادقين{[19029]} صدقهم } أي : في يوم القيامة ، فيكون العامل في ( يوم ) المضمر ، وهو ( الأمر ) و( الشأن ){[19030]} .
وقيل : هذا كله مقول يوم القيامة{[19031]} ، لقوله : { يوم يجمع الله الرسل }{[19032]} ولقوله { قال الله هذا يوم ينفع الصادقين{[19033]} } .
وقال بعض أهل النظر : لم يقصد{[19034]} عيسى إلى ( أن الله ){[19035]} يغفر لمن مات مشركا ، وإنما مقصده : وإن تغفر لهم الحكاية عني ( التي ){[19036]} كذبوا علي فيها ، والحكاية كذب ، ليست بكفر ، والكذب جائز أن يغفره { الله }{[19037]} .
وهو – عند الكوفيين – بناء{[19038]} : لأنه مضاف إلى غير متمكّن{[19039]} ، وهذا لا يجوز عند البصريين ، لأن الفعل معرب ، وإنما يبنى{[19040]} إذا أضيف إلى غير معرب كالماضي و( إذ ) وشبه ذلك{[19041]} ، والإضافة عند البصريين في هذا إنما هي ( إلى المصدر ){[19042]} .
وقال أبو اسحاق{[19043]} : حقيقته الحكاية{[19044]} .
ومعنى { يوم ينفع الصادقين صدقهم } : الذي كان في الدنيا ينفعهم في القيامة{[19045]} ، لأن الآخرة ليست بدار عمل ، ولا ينفع أحدا ( فيها ){[19046]} ما قال وإن أحسن ، ولو صدق الكافر ( وأقر{[19047]} ) بما عمل ، وقال{[19048]} : ( كفرت ) ( أو أسأت ){[19049]} ، ما نفعه . وإنما{[19050]} الصادق ينفعه صدقه الذي كان منه في الدنيا ، ( لا ){[19051]} في الآخرة .
قوله : { لهم جنات } أي : لهم في الآخرة – بصدقهم في الدنيا – جنات مخلدين فيها{[19052]} .
{ رضي الله عنهم ورضوا عنه } إذ{[19053]} وفّى{[19054]} لهم بوعده{[19055]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.