قوله : ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ ) الآية [ 24 ] .
المعنى : أن الله تعالى ذكره أخبر عن ( قول )( {[15434]} ) قوم موسى له إذا أمرهم بدخول الأرض المقدسة ، وأنهم قالوا : إن فيها قوماً جبارين لا طاقة لنَا بِهم( {[15435]} ) .
سموا( {[15436]} ) " جبارين " لشدتهم وعظم خلقهم( {[15437]} ) وقوتهم( {[15438]} ) .
وأصل الجبار : أن يكون المصلح أمر نفسه ومن يلزمه أمره ، ثم استعمل في كل من جر إلى نفسه نفعاً بباطل أو حق ، حتى قيل للمعتدي : جبار( {[15439]} ) وقال بعض أهل اللغة : " الجبار –من الآدميين( {[15440]} )- ( العاتي )( {[15441]} ) الذي يَجبُر الناس على ما يريد( {[15442]} ) " ( {[15443]} ) .
وقولهم ( لَن نَّدْخُلَهَا ) لم تدخل ( لن )( {[15444]} ) للعصيان منهم وللامتناع( {[15445]} ) من أمر الله لهم ، ولو كان كذلك( {[15446]} ) لكفروا ، إنما دخلت لتدل على امتناع الدخول للخوف من الجبارين ودل( {[15447]} ) على ذلك قولهم ( فَإِنْ يَّخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ )( {[15448]} ) ، ومن أسماء الله جل وعز : الجبار ، لأنه المصلح أمر/ عباده .
قال ابن عباس : لما قرب منهم موسى ، بعث إليهم اثني( {[15449]} ) عشر نقيباً ليأتوه بخبرهم ، فدخلوا المدينة فرأوا أمراً عظيماً ( من )( {[15450]} ) هيئتهم وأسجامهم فدخلوا حائطاً لبعضهم ، فجاء صاحب الحائط يجتني( {[15451]} ) الثمار فنظر إلى آثارهم فتتبعها( {[15452]} ) ، فوجدهم ، فكلما أصاب واحداً منهم أخذه فجعله في كمه مع الفاكهة حتى التقط الإثني عشر كلهم فجعلهم في كمه مع الفاكهة وذهب إلى ملكهم فنثرهم( {[15453]} ) بين يديه ، فقال الملك : قد رأيتم شأننا وأمرنا ، اذهبوا فأخبروا صاحبكم . فرجعوا إلى موسى فأخبروه بما عاينوا من أمرهم( {[15454]} ) .
وقال الضحاك : ( إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ ) قال : سفلة لاَ خَلاَقَ( {[15455]} ) لهم " ( {[15456]} ) .
فعند ذلك قالوا لموسى ( ( اِنَّا )( {[15457]} ) لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَّخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.