الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّـٰغُوتَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ} (60)

قوله : ( قُلْ هَلُ انَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً )( {[17006]} ) الآية [ 62 ] .

( مَن لَّعَنَهُ ( اللَّهُ ) )( {[17007]} ) [ من ]( {[17008]} ) : في موضع رفع( {[17009]} ) ، كما قال : ( شَرٌّ ) : النار( {[17010]} ) . والتقدير فيه هو : لَعْنُ مَن لَعَنَهُ( {[17011]} ) الله( {[17012]} ) ويجوز أن تكون ( مَن ) في موضع نصب ( اُنَبِّئُكُم )( {[17013]} ) ، ويجوز أن تكون في موضع خفض على البدل من ( شَرٌّ )( {[17014]} ) .

والمعنى( {[17015]} ) : قل يا محمد لهؤلاء الذين اتخذوا [ دينكم ]( {[17016]} ) هزواً ولعباً -الذين أوتوا الكتاب والكفار- : هل أنبئكم بشر من ثواب ما تنقمون( {[17017]} ) هو لعن ( مَن لَّعَنَهُ( {[17018]} ) اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ ) ، وهم أصحاب السبت من اليهود( {[17019]} ) .

وقرأ( {[17020]} ) حمزة( {[17021]} ) ( وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ) بضم الباء وخفض الطاغوت( {[17022]} ) ، بإضافة " عبد " إليه ، ومعناه( {[17023]} ) : وخَدَمُ الطَّاغُوتِ( {[17024]} ) .

( أُوْلاَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً ) أي : شر من هؤلاء الذين نَقَمتُم عليهم لإيمانهم بالله وبما أنزل من قبل ، ( وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ) أي : أجْوَرُ/ عن قصد الحق ، وهذا كلام فيه تعريض لليهود الذين نقموا إيمان المؤمنين ، فهم [ المُعْنيون ]( {[17025]} ) بذلك .

وقيل : المعنى : أولئك الذين نقموا عليكم –أيها المؤمنين- شرُّ مَكاناً عند الله من الذين لعنهم الله ، وجعل منهم القردة والخنازير .

وقيل : المعنى أولئك الذين آمنوا شرّ( {[17026]} ) ؟ أم مَن لعنه( {[17027]} ) الله ؟ ، ( ويعني به المقول )( {[17028]} ) لهم ذلك من اليهود( {[17029]} ) .


[17006]:- ب: مثوبة عند الله.
[17007]:- ساقطة من ج د.
[17008]:- ساقطة من أ.
[17009]:- "على الاستئناف" وانظر: تأويل هذا الوجه في تفسير الطبري 10/437 حيث ذُكِر في المرتبة الثانية بعد ذكر الخفض.
[17010]:- الحج: 72، كأنه قال: هي النار" في معاني الزجاج 2/187، وانظر: معاني الفراء 1/214.
[17011]:- ب: لعنة.
[17012]:- انظر: معاني الزجاج 2/187، وإعراب مكي 231.
[17013]:- انظر: معاني الفراء 1/314، وتفسير الطبري 10/437.
[17014]:- انظر: معاني الفراء 1/314، وتفسير الطبري 10/437، ومعاني الزجاج 2/187، وإعراب مكي 231، وأوجه الإعراب الثلاثة في إعراب النحاس 1/507.
[17015]:- ب ج د: فالمعنى.
[17016]:- أ ج د: دينهم.
[17017]:- انظر: تفسير الطبري 10/435، وهو قول السدي وابن زيد في ص 436 من نفس المصدر.
[17018]:- ب: لعنة.
[17019]:- انظر: تفسير الطبري 10/443.
[17020]:- ب: قرات. ج د: قراءة.
[17021]:- هو حمزة بن حبيب الزيات، أحد القراء السبعة، أخذ القراءة عرضاً عن الأعمش وغيره. روى عنه الكسائي وخَلْق كثير. توفي سنة 156هـ. انظر: الغاية 1/261-263.
[17022]:- د: التاء. وانظر: السبعة 246، وهي قراءة يحيى والأعمش في تفسير الطبري 10/439 و440، وإعراب النحاس 1/507، وذكر ابن خالويه في مختصره 33 و34 أن "فيها تسع عشرة قراءة" ذكرها كلها بقرائها.
[17023]:- ج د: ومعنا.
[17024]:- انظر: تفسير الطبري 10/439 وفيه أن هذا الوجه من القراءة "غير مستفيض في العرب، ولا معروف في كلامها" 10/442، وانظر: رد هذه القراءة أيضاً في معاني الفراء 1/314 و315، ومعاني الزجاج 2/187 و188، وهذا المعنى لمجاهد في حجة ابن زنجلة 231.
[17025]:- مخرومة في أ. ب: المقيمون، ج: المعنون. د: المعينون.
[17026]:- في موضعها –في أ- علامة إلحاق، لكن الهامش مخروم.
[17027]:- ب: لعنة.
[17028]:- مخروم في أ.
[17029]:- بعض هذه الأقوال يكمل بعضها الآخر في تفسير الطبري 10/443 و444، وانظر: إعراب النحاس 1/507 و508.