قوله : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن } الآية [ 7 ] .
والمعنى : ألم ير{[19134]} هؤلاء المكذبون بمحمد ، كم أهلكنا من قبلهم من القرون ، وهي الأمم الخالية{[19135]} ، مُكّنوا في الأرض ما لم يمكن لهؤلاء ، وأرسلت السماء عليهم مدرارا ، وفجرت العيون من تحتهم . ومعنى مدرارا ( أي ){[19136]} ( غزيرا دائمة ){[19137]} ، فأعطت الأرض ثمارها ، فعصوا ، فأهلكوا بعصيانهم{[19138]} . وهذا وعظ وتخويف من الله لمن كذب بمحمد ألا يصيبهم ما{[19139]} أصاب من هو أقوى منهم وأمكن في البلاد منهم وأطغى منهم{[19140]} .
والقرن : ستون عاما{[19141]} . وقيل : سبعون{[19142]} . وقيل : ثمانون{[19143]} . وقيل : مائة{[19144]} . وقيل : القرن كل عالم في عصر ، وهو مأخوذ من الاقتران{[19145]} ، لأن بعضهم مقترن ببعض{[19146]} ، فهذا يدل على أنه العصر{[19147]} .
قوله : { وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين } : أي : أحدثنا ، ومعنى الخطاب في الآية في قوله : { لكم } – وقد تقدم ذكر الغيبة{[19148]} في قوله : { ألم يروا } – أن العرب إذا أخبرت خبرا عن غائب – فأدخلت فيه قوما – وجهت الخبر أحيانا إلى الغائب وأحيانا إلى المخاطب ، فيقولون : قلت لعبد الله : ( ما أكرمه ) ، وإن شئت : ( ما أكرمك ) ، وهو مثل : { حتى إذا كنتم في الفلك } الآية{[19149]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.