الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَـٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ} (6)

- قوله تعالى : ( ياأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم ( وأهليكم ) {[69196]} . . . )[ 6 ] . إلى آخر الآية {[69197]} .

( أي ) {[69198]} : يا أيها الذين آمنوا اعملوا عملا[ صالحا ] {[69199]} تقون به أنفسكم من النار ، وليُعَلِّمَ [ بعضكم ] {[69200]} بعضا ما تقون {[69201]} به من تعلمونه من النار ، علموا أهليكم من العمل ما يقون به أنفسهم {[69202]} من النار {[69203]} .

قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- في [ قوله ] {[69204]} : ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) أي : علموه وأدبوهم {[69205]} .

قال ابن عباس : معناه : " اعلموا {[69206]} بطاعة الله ، واتقوا معاصيه ومروا أهليكم بالذكر {[69207]}/ ينجيكم الله من النار " .

وقال مجاهد : " واتقوا الله ، وأوصوا أهليكم {[69208]} بتقوى الله " {[69209]} .

وقال قتادة : مروهم بطاعة الله ، وانهوهم عن [ معصيته ] {[69210]} .

وقيل : المعنى : لا تعصوا فيعصي {[69211]} أهلوكم {[69212]} .

وفي الحديث : " لا تزن {[69213]} [ فيزني ] {[69214]} أهلك " {[69215]} .

وقوله : ( وقودها الناس والحجارة . . . )[ 6 ] .

أي : حطبها بنو آدم وحجارة الكبريت {[69216]} .

( عليها ملائكة غلاظ شداد . . . )[ 6 ] .

( أي ) {[69217]} : على هذه النار ملائكة غلاظ {[69218]} على أهل النار ، شداد عليهم {[69219]} .

وقيل : ( شداد ) بمعنى : أقوياء {[69220]} .

( لا يعصون الله ما أمرهم . . . )[ 6 ] .

أي : لا يخالفون الله فيما أمرهم به من عذاب الكفار {[69221]} وغيره {[69222]} .

( ويفعلون ما يومرون )[ 6 ] .

أي : ينتهون إلى ما أمرهم الله به {[69223]} .


[69196]:- ساقط من أ. وفي ث: قوا أنفسكم وأهليكم نارا.
[69197]:- الذي يدل عليه منهج مكي أن يقول: إلى آخر السورة.
[69198]:- ساقط من أ.
[69199]:- زيادة من أ, ث.
[69200]:- م: بعضهم.
[69201]:- أ: بقي.
[69202]:- ث: أنفسكم.
[69203]:- انظر: معاني الفراء 3/168 وجامع البيان 28/165.
[69204]:- زيادة من أ, ث.
[69205]:- انظر: جامع البيان 28/166 والدر8/225.
[69206]:- ث: اعلموا.
[69207]:- أ: بالذي.
[69208]:- ث: واوصوا إلى أهليكم.
[69209]:- جامع البيان 28/166 وتفسير مجاهد, ص: 665 قال:" ... وأدبوهم" والدر8/225.
[69210]:- م: معاصيه. وانظر: جامع البيان 28/166 وتفسير ابن كثير 4/417 والدر 8/225.
[69211]:- ث: بيعض.
[69212]:- أ: أهليكم.
[69213]:- ث: لا تذن.
[69214]:- م: فيزن.
[69215]:- لم أقف على هذا الحديث في ما اطلعت عليه. ويشهد له ما رواه الديلني في الفردوس 3/549 ح: 5717, والسيوطي في الجامع الصغير نقلا عن ابن النجار. انظر: التيسير للمناوي 2/421 عن أنس:" من زنى زني به ولو بحيطان داره". قال المناوي:" يشير إلى أن من عقوبة الزاني ما لا بد أن يجعل في الدنيا. وهو أن يقع الزنا في بعض أهل داره حتما مقضيا".
[69216]:- ث: والحجارة.
[69217]:- ساقط من أ.
[69218]:- أ: غلاظ شداد.
[69219]:- انظر: جامع البيان 28/166.
[69220]:- حكاه النحاس في إعرابه 4/464.
[69221]:- ث: البار.
[69222]:- انظر: جامع البيان 28/166.
[69223]:- انظر: جامع البيان 28/166.