بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَـٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ} (6)

قوله تعالى : { وَأَبْكَاراً يأَيُّهَا الذين آمَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ } يعني : بعدوا أنفسكم عن النار بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم . { وَأَهْلِيكُمْ } يعني : أهليكم { نَارًا } بتعليمهم ما ينجيهم منها . وقال قتادة : مروهم بطاعة الله تعالى ، وانهوهم عن معصية الله . وقال مجاهد : يعني : أوصوا أهليكم بتقوى الله ؛ ويقال : أدبوهم وعلموهم خيراً ، تقوهم بذلك ناراً { وَقُودُهَا } يعني : حطبها . والوقود : ما توقد به النار يعني : حطبها { الناس } إذا صاروا إليها وحطبها ، { والحجارة } قبل أن يصير الناس إليها ، وهي حجارة الكبريت .

ثم قال : { عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ } يعني : على النار ملائكة موكلين غلاظ يعني : أقوياء يعملون بأرجلهم ، كما يعملون بأيديهم { لاَّ يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ } يعني : ليسوا كأعوان ملوك الدنيا يمتنعون بالرشوة ، ولكن يفعلون { مَا يُؤْمَرُونَ } يعني : لا يفعلون غير ما أمرهم الله تعالى .