ولما وعظ أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم موعظة خاصة ، أتبع ذلك بموعظة عامة للمؤمنين وأهليهم ، وعطف { وأهليكم } على { أنفسكم } ، لأن رب المنزل راع وهو مسؤول عن أهله .
ومعنى وقايتهم : حملهم على طاعته وإلزامهم أداء ما فرض عليهم .
قال عمر : يا رسول الله ، نقي أنفسنا ، فكيف لنا بأهلينا ؟ قال : « تنهونهن عما نهاكم الله تعالى عنه ، وتأمرونهن بما أمركم الله به ، فتكون ذلك وقاية بينهن وبين النار » ، ودخل الأولاد في { وأهليكم } .
وقيل : دخلوا في { أنفسكم } لأن الولد بعض من أبيه ، فيعلمه الحلال والحرام ويجنبه المعاصي .
وقرىء : وأهلوكم بالواو ، وهو معطوف على الضمير في { قوا } وحسن العطف للفصل بالمفعول .
وقال الزمخشري : فإن قلت : أليس التقدير قوا أنفسكم وليق أهلوكم أنفسهم ؟ قلت : لا ، ولكن المعطوف مقارن في التقدير للواو وأنفسكم واقع بعده ، فكأنه قيل : قوا أنتم وأهلوكم أنفسكم .
لما جمعت مع المخاطب الغائب غلبته عليه .
فجعلت ضميرهما معاً على لفظ المخاطب . انتهى .
وناقض في قوله هذا لأنه قدر وليق أهلوكم فجعله من عطف الجمل ، لأن أهلوكم اسم ظاهرة لا يمكن عنده أن يرتفع بفعل الآمر الذي للمخاطب ، وكذا في قوله : { اسكن أنت وزوجك الجنة } ثم قال : ولكن المعطوف مقارن في التقدير للواو ، فناقض لأنه في هذا جعله مقارناً في التقدير للواو ، وفيما قبله رفعه بفعل آخر غير الرافع للواو وهو وليق ، وتقدم الخلاف في فتح الواو في قوله : { وقودها } وضمها في البقرة .
وتفسير { وقودها الناس والحجارة } في البقرة { عليها ملائكة } : هي الزبانية التسعة عشر وأعوانهم .
ووصفهم بالغلظ ، إما لشدة أجسامهم وقوتها ، وإما لفظاظتهم لقوله : { ولو كنت فظاً غليظ القلب } أي ليس فيهم رقة ولا حنة على العصاة .
وانتصب { ما أمرهم } على البدل ، أي لا يعصون أمره لقوله تعالى : { أفعصيت أمري } أو على إسقاط حرف الجر .
أي فيما أمرهم { ويفعلون ما يؤمرون } .
وقال الزمخشري : فإن قلت : أليس الجملتان في معنى واحد ؟ قلت : لا فإن معنى الأولى : أنهم يتقبلون أوامره ويلتزمونها ولا يأبونها ولا ينكرونها ، ومعنى الثانية : أنهم يودون ما يؤمرون ، لا يتثاقلون عنه ولا يتوانون فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.