الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (184)

ثم قال تعالى : { أولم يتفكروا }[ 184 ] .

أي : يتفكروا في أن الرسول صادق ، وأن الحقا دعاهم إليه .

ثم قال : { ما بصاحبهم من جنة }[ 184 ] .

قال قتادة : ذكر لنا [ أن ]{[26256]} النبي ( صلى الله عليه وسلم{[26257]} ) ، كان على الصفا ، فدعا قريشا وجعل يفخِّذهم فخذا [ فخذا ]{[26258]} : " يا بني فلان ، يا بني فلان " {[26259]} ، يحذرهم بأس الله ( عز وجل{[26260]} ) ، ووقائع الله ، ( تبارك وتعالى ){[26261]} ، فقال قائلهم : " إن صاحبكم هذا لمجنون ! بات يصوِّت إلى الصباح " ، ( فأنزل الله عز وجل{[26262]} ) ، : { أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير{[26263]} } ،

أي : ينذركم عقاب الله ( عز وجل ){[26264]} ، على كفركم{[26265]} .

{ مبين }[ 184 ] .

أي : قد أبان لكم إنذاره{[26266]} .

و : { من جنة }[ 184 ] .

أي : من جنون{[26267]} . ومثله في سورة " سبأ " {[26268]} .

{ من جنة } وقف{[26269]} .

{ تتفكروا{[26270]} }[ 184 ] ، وقف حسن ، ومثله : { أولم يتفكروا في أنفسهم{[26271]} } ومثله : { ثم تتفكروا } في " سبأ{[26272]} " . ثم يبتدئ ب : { ما } وهي : للنفي في الثلاثة المواضع{[26273]} .


[26256]:زيادة من "ج"، و"ر".
[26257]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[26258]:زيادة من "ج" و"ر".
[26259]:قال الشيخ محمود شاكر في هامش تحقيقه لجامع البيان 13/289: "فخذ الرجل بني فلان تفخيذا: دعاهم فخدا فخدا. والفخذ: فرقة من فرق الجماعات والعشائر. يقال: الشعب، ثم القبيلة، ثم: الفصيلة، ثم،: العمارة، ثم/ البطن، ثم الفخذ".
[26260]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[26261]:انظر: المصدر السابق.
[26262]:ما بين الهلالين ساقط من "ج"، وفي مكان السقط علامة اللحق دون إثباته.
[26263]:تفسير الحسن البصري 1/393، وجامع البيان 13/289، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1624، وتفسير البغوي 3/309، وزاد المسير 3/296، وتفسير ابن كثير 2/270، ولباب النقول في أسباب النزول 186، 187، وفيه: "بات يهوت". أي: يصيح" مكان يصوت.
[26264]:ما بين الهلالين ساقط من "ج". وما في "ر" لم أتبينه بفعل الرطوبة والأرضة.
[26265]:جامع البيان 13/290، وتمام نصه: "به إن لم تنيبوا إلى الإيمان به".
[26266]:جامع البيان 13/290، باختصار، ونص تمامه: "قد أبان لكم، أيها الناس، إنذاره ما أنذركم به من بأس الله على كفركم به".
[26267]:تفسير المشكل من غريب القرآن 177، وغريب ابن قتيبة 175. وينظر: البحر المحيط 4/429.
[26268]:وهو قوله تعالى: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد}46.
[26269]:وهو كاف في المكتفى 281. وحسن في المقصد لتلخيص ما في المرشد 154، ومنار الهدى 154.
[26270]:في الأصل: يتفكرون، وهو تحريف.
[26271]:الروم: آية 7.
[26272]:الأوقاف الثلاثة تامة، عند أبي حاتم السجستاني، كما في القطع والإئتناف 345، وعند الداني في المكتفى 281. قال الأشموني في منار الهدى 154 "{أولم يتفكروا} أتم: للابتداء بعده بالنفي".
[26273]:انظر: التبيان للعكبري 1/605، والبحر المحيط 4/429، والدر المصون 3/377.