الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ} (4)

قوله : { وكم من قرية أهلكناها }[ 4 ] الآية .

{ كم{[22910]} } في موضع رفع بالابتداء . ويجوز أن تكون في موضع نصب ، بإضمار فعل يفسره : { أهلكناها{[22911]} } ، ولا يقدر إلا بعدها{[22912]} ، وهو{[22913]} بمنزلة : أيهم{[22914]} ضربته .

ومعنى الآية : أنها تحذير للكافرين ، أن ينزل بهم من البأس ، ما نزل بمن{[22915]} كان قبلهم بتكذيبهم .

ومعنى الكلام : أنه إخبار عن إهلاك القرى ، والمراد أهلها ؛ لأن القرى إنما هي/ بأهلها ، فإذا هلك أهلها{[22916]} ، ودل على ذلك قوله : { أو هم قائلون }{[22917]}[ 4 ] ، فرجع إلى الإخبار عن الأهل{[22918]} .

وقيل المعنى : وكم من أهل قرية{[22919]} .

وقوله : { أهلكناها } ،


[22910]:في الأصل: كي، وهو تحريف. و{كم} هنا خبرية، والتقدير: وكثير من أهل القرى أهلكناها، كما في البحر المحيط 4/268. وينظر: جامع البيان12/299.
[22911]:تقديره: وكم أهلكنا من قرية أهلكناها، كما في مشكل إعراب القرآن 1/282.
[22912]:انظر: مشكل إعراب القرآن 1/282، ومعاني القرآن للزجاج 2/318، وقد حسّن الرفع، "لأن قولك زيد ضربته أجود من: زيدا ضربت"، والبيان 1/354، والتبيان 1/556، والمحرر الوجيز 2/373، وتفسير القرطبي 7/105، والبحر المحيط 4/268، والدر المصون 3/232.
[22913]:في ج: فهو.
[22914]:في الأصل: أيبهم، وهو تحريف.
[22915]:في ج: كتب على حرف "من" "على"، وأحسبها: على من.
[22916]:وهذا المعنى هو الذي رجحه الطبري، جامع البيان 12/300. وعلى هذا التأويل ليس فيه حذف. انظر: تفسير الخازن 2/72.
[22917]:المحرر الوجيز 2/373، بألفاظ مغايرة.
[22918]:قال الفراء في معاني القرآن، 1/372: "رد الفعل إلى أهل القرية....ولم يقل قائله، ولو قيل لكان صوابا".
[22919]:هذا القول للزجاج في معاني القرآن 2/317، وتمامه: "أهلكناهم، إلا أن "أهل" حذف؛ لأن في الكلام دليلا عليه".وذكر منسوبا في زاد المسير 3/167، وبدون نسبة في جامع البيان 12/300، وتفسير السمرقندي 1/531، والمحرر الوجيز 2/373، وتفسير الخازن 2/72.