غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ} (19)

1

ثم إنه صلى الله عليه وسلم كما كان حريصاً على القراءة حتى لا ينسى لفظه كان حريصاً على فهم المعنى ، وكان يسأل جبرائيل في أثناء الوحي عن المعاني المشكلة فنهي عن هذا أيضاً بوعد البيان وهو قوله { إن علينا بيانه } قال بعضهم : وفيه دليل على أن تأخير البيان عن وقت الخطاب جائز . إذا عرفت تفسير الآية فاعلم أن العلماء استنبطوا للنظم وجوهاً منها : أن هذا الاستعجال لعله اتفق النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول هذه الآيات فلا جرم نهي عن ذلك في الوقت كما أن المدرس إذا كان يلقي على تلميذه شيئاً من العلم وأخذ التلميذ يلتفت يميناً وشمالاً فيقول المدرس في أثناء درسه : لا تلتفت يميناً وشمالاً ، ثم يعود إلى الدرس مع هذا الكلام في أثنائه اشتبه وجه المناسبة على من لم يعرف الواقعة . ومنها أنه علت كلمته أخبر عن الإنسان أنه يحب السعادة العاجلة فيفجر لذلك أمامه ، فبين بين ذلك أن التعجل مذموم مطلقاً ولو في أمور الدين فقال { لا تحرك لسانك لتعجل به } .

/خ40