الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (15)

قوله : { ويذهب غيظ قلوبهم }[ 15 ] .

أي : غيظ قلوب خزاعة{[28312]} على هؤلاء : بني بكر بن كنانة الذين نقضوا عهد النبي عليه السلام{[28313]} ، وأعانوا المشركين على خزاعة ، وهم مؤمنون ، حلفاء النبي{[28314]} [ صلى الله عليه وسلم ] .

{ ويتوب الله على من يشاء }[ 15 ] .

مستأنف{[28315]} فالابتداء به حسن ، والمعنى : وسوف يتوب الله ، وهو مثل : { فإن يشإ الله يختم على قلبك } ، ثم قال : { ويمح }{[28316]} فاستأنف{[28317]} .

وقرأ ابن أبي إسحاق ، وعيسى{[28318]} ، والأعرج{[28319]} :

" ويتوب " ب : " النصب " {[28320]} .

على الصرف{[28321]} .

فلا تقف على ما قبل : { ويتوب } على هذه القراءة{[28322]} .

قوله : { والله عليم } .

أي : عالم بسرائر عباده{[28323]} { حكيم }[ 15 ] في تصريفه عباده من حال كفر إلى حال إيمان ، بتوفيقه ومن حال إيمان إلى حال كفر ، بخذلانه من خذل منهم عن طاعته{[28324]} .


[28312]:وهو قول عكرمة في تفسير ابن أبي حاتم 6/1763، وزاد المسير 3/406.
[28313]:في "ر": صلى الله عليه وسلم.
[28314]:انظر: جامع البيان 14/161.
[28315]:وهو قول عكرمة في تفسير ابن أبي حاتم 6/1763، وزاد المسير 3/406.
[28316]:الشورى: آية 22، والآية تمامها:{أفترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور".
[28317]:معاني القرآن للفراء 1/426، وإعراب القرآن للنحاس 2/206، وعنه نقل مكي، وتفسير القرطبي 8/56.
[28318]:ابن عمر، أبو عمرو الثقفي، النحوي البصري.
[28319]:عبد الرحمن بن هرمز، أبو داوود المدني.
[28320]:مختصر في شواذ القرآن 56، وفيه: "...ابن أبي إسحاق، والأعرج ومقاتل بن سليمان، ويونس عن أبي عمرو"، وإعراب القرآن للنحاس 2/206، وعنه نقل مكي، والمحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات 1/284، وزاد: "..وعمرو بن عبيد، ورويت عن أبي عمرو"، والمحرر الوجيز 3/14، وزاد: "...وعمرو بن عبيد وأبو عمرو، فيما روي عنه"، وتفسير القرطبي 8/56، والبحر المحيط 5/19، وفيه: "وقرأ زيد بن علي، والأعرج، وابن أبي إسحاق، وعيسى الثقفي، وعمر بن قائد، وأبو عمرو، ويعقوب، فيما روي عنهما" والقراءات الشاذة للقاضي 51، وعزاها إلى الحسن. قال أبو الفتح ابن جني، المصدر السابق /285: "والوجه قراءة الجماعة على الاستئناف...، فالتوبة منه سبحانه على من يشاء ليست مسببة عن قتالهم...، فإن ذهبت تعلق هذه التوبة بقتالهم إياهم كان فيه ضرب من التعسف بالمعنى". ومعنى الكلام: ويمن الله على من يشاء من عباده الكافرين، فيقبل به إلى التوبة بتوفيقه إياه، جامع البيان 14/162.
[28321]:أي: عدم الجمع بين ما قبل الواو وما بعدها. والصرف: مصطلح كوفي، انظر: مزيد بيان في معاني القرآن للفراء 1/33، 34، وحروف المعاني للزجاجي 38، ومغني اللبيب 472، واللسان/صرف.
[28322]:القطع والإئتناف 360، بلفظ: "...فعلى هذه القراءة لا تقف على ما قبله، لأنه منصوب على الصرف أو على إضمار "أن".
[28323]:جامع البيان 14/162، بتصرف.
[28324]:المصدر نفسه، بتصرف يسير.